لقد خنت الأمانة يا ولد بلال، فارحم نفسك / سيدي علي بلعمش

سبت, 10/06/2018 - 11:48

"بودي أن أعرب عن أسفي العميق للقرار القاضي بإعادة الاقتراع في الميناء وعرفات، والذي أعتبره سباحة ضد التيار و صفعة في وجه انتخابات كانت أقرب إلى السلاسة والسلامة قدر المستطاع منها إلى التأزيم والتصعيد في بلد يحتاج إلى استعادة أنفاسه ولملمة أطرافه وترتيب أوراقه تحضيرا لاستحقاق رئاسي وشيك"
ـ نعم، إن الاعتراض على نتيجة الميناء لسبب بسيط مثل التزوير في انتخابات مزورة من ألفها إلى يائها هي بكل تأكيد "سباحة ضد التيار" (تيار التزوير طبعا الذي أصبح هو العدل في منتهى تجلياته) ..
نعم ، هي "صفعة في وجه انتخابات كانت أقرب إلى السلاسة و السلامة (...) في بلد يحتاج إلى استعادة أنفاسه ولملمة أطرافه وترتيب أوراقه تحضيرا لاستحقاق رئاسي وشيك" : يقول رينهولد نيبور: "قدرة الإنسان على العدل تجعل الديمقراطية ممكنة، أما قدرته على الظلم فتجعلها ضرورية". ما أروعها و أصدقها و أعمقها من حقيقة أزلية: الحق دولة يا ولد بلال و الباطل جولة : لقد طافت هذه الجولة بكل خيبة أملنا في من توقعنا سقوطهم حين اختارهم أسوأ من حكم هذا البلد في تاريخه القديم و المعاصر ليشهد التاريخ أنهم كانوا أسوأ من أؤتمن على وجه هذه الأرض عبر كل فصول تاريخها المريرة .. كان سقوطكم أقبح من أي حديث عنه فتجاوزناه على شاكلة تحصيل حاصل، تركبونها اليوم معتبرين سكوتنا أصواتا انتخابية إذا لم تستطيعوا تحويلها إلى نتيجة انتصارية لعصابة الجور ، استطعتم على الأقل إلغاءها بشطبة قلم ... لا أدري هل كان ولد بلال يغمز في ما حدث أو كان يتكلم عن سلاسة التزوير فأي سخرية أن يتحدث ذو عقل اليوم عن ما حدث في موريتانيا بغير الحيرة و الحسرة و التأسي؟
لو تبرأ ولد بلال من فظاعة ما حدث من تجاوزات كان أبسطها التزوير التقليدي الفاحش، لكان اليوم اسمه على كل لسان و كانت موريتانيا اليوم تتجه إلى انتخابات واعدة بخروجها من مأزق هذه العصابات المسلحة .. أما و قد اختار حسابات الموريتانيين الصغيرة ، فليعفينا من "ضحكة الصيد" : اسدل عليك ثيابك و استتر ؛ يكفينا ما نعيشه من ضحك البلية...
إعادة الانتخابات في الميناء يا ولد بلال لم تكن حكما قضائيا ، تعقيبا على تزوير كان نشازا في انتخابات يمكن حصر شوائبها كما يراد لنا أن نفهم، بل كان جبنا أمام تهديد مزلزل ، قرر أصحابه أن يحرقوا نواكشوط يوم 7 أكتوبر إذا لم ينصفوا ، فاستجابت العصابة مذعورة لوعيدهم و أعادت الانتخابات في عرفات للتغطية على جبنها (و لدي التسجيلات الصوتية لمن يرغب في سماعها).

سيتم الاستحقاق الرئاسي قريبا إن شاء الله و المؤكد فيه حتى الآن من دون أدنى شك هو أن ولد بلال لن يكون رئيس لجنة الانتخابات و لا حتى عضوا فيها : لقد اختار ولد بلال القفز في مركب عصابة أفل نجمها في آخر لحظة من عمرها ليحمل كل أوزارها، فليكن له ما أراد.

ملاحظة هامة : لقد تأكد لنا مؤخرا أن رئيس اللجنة السابق ، اعتذر عن حمل وزر ما تخطط له العصابة من تزوير و قدم استقالته ليؤتى بولد بلال محله .. لقد تمت فبركة قصة مرضه ، فشكرا له على هذا الموقف التاريخي العظيم ؛ نعم هذا رجل يستحق أن نكتب اسمه بأحرف من ذهب .