لنترك مدفع الشجب للمعارضة / سيدي علي بلعمش

خميس, 10/04/2018 - 11:08

بدأ التطرف ينتشر في موريتانيا منذ عقد من الزمن تماما كما لو كان أولوية أولويات عصابة ولد عبد العزيز التي ظل يتأكد يوما بعد يوم منذ مجيئها أنها تنفذ أجندة شيطانية تتمحور حول نقطة واحدة هي استمرار ولد عبد العزيز في الحكم قهرا ، شاء من شاء و أبى من أبى.

ما تحصده الجريمة المنظمة في موريتانيا منذ مجيء ولد عبد العزيز، لم تصله كولومبيا في يوم من الأيام : الاغتصاب ، القتل لأتفه الأسباب، الانتحار، السطو المسلح و في الأخيرة ظهرت عمليات السطو على البنوك و المؤسسات المحمية بما يشبه الأعمال السينمائية بالضبط
انتشار المخدرات في المدارس الابتدائية لم يرعب الموريتانيين ؟

فتح بيوت القمار في كل شارع و حي من العاصمة لم يلفت انتباه ساكنة نواكشوط و نواذيبو؟

انتشار شقق الدعارة و تبجح روادها أمام المجتمع، كما لو كان إحياء سنة حسنة مثاب من يتجاهر بغوايتها، تجاوز حدود الظاهرة؟

وصلت وقاحة الأشياء في هذا البلد أن مدعيا عاما في محكمة نواكشوط كان شريكا لأحد أوائل أباطرة شبيكو فكان الأخير يقرض الشباب بالمضاعف و المدعي العام يتولى سجن من لا يدفع في الموعد المحدد..

القاضي أصبح يقول لك من دون أي تحفظ آتيني بأي قضية أحكم لصالحك فيها..

ـ طوابير من شهود الزور يعملون رسميا في مهمة عجيبة؛ يتوزعون كل يوم على محاكم نواكشوط ليشهدوا لكل من يحتاجهم ، على ما يريد مقابل مبلغ مالي حسب أهمية القضية و كلهم يدخل على نفس القاضي عشرات المرات في اليوم من دون أن يحرجه بسؤال و هو أكثر من يعرف مهمته القذرة و أحيانا يأتي بمهام للقاضي يتوزع معه ريعها ؟

لقد أريد للبلاد أن تدخل هذا النفق المميت و كانت قصة الشيخ الرضا التي شردت أكثر من نصف سكان نواكشوط، جريمة دولة مكتملة الأركان ، لم يساهم كشف كل ملابساتها في استرداد أي حق و لا في مصادرة ممتلكاته و لا في تقديمه للمساءلة بل تم توفير حراسة مسلحة له غير معوضة، من قبل العصابة .

حين تغص كل شوارع نواكشوط في آن بمتظاهري المولوتوف و تظهر صباحا و زوالا و مساء و تغلق الأسواق و الوزارات و البنوك لأسابيع متتالية و تنهك قوات الشغب و تنفذ مخازن مسيلات الدموع و تغص المستشفيات بالجرحى من كل الأطراف و تجد كل الانقلابات أسبابها الكاملة و ظروفها المناسبة و تجد كل فوضى مناخها المواتي، حينها فقط سيفهم ولد عبد العزيز أن الحل الوحيد المتبقي هو أن يسلم نفسه ؟

هذا هو ما تدفعنا هذه العصابة السادية إليه منذ مجيئها و من يدقق في درجة الاحتقان اليوم و تشعبها و شموليتها و نفاد صبر أصحابها ، يدرك أن الوضع وصل بالفعل إلى مرحلة الخطر ، عكس ما تراه أجهزة الأمن المتعودة على طرق قمع بدائية، هي أسوأ ما تواجه به الظروف الحالية.

هذه الهوارة الجبانة، الحفيرة لا تردها و لن تردها إلا أخلاقها .. لن تقف عند حدها قبل أن يواجهها المجتمع بما تستحق ..

لن يفهموا أن تحت رماد خمول هذا الشعب و سلميته ، جمر لا تطفئه كل بحار الأرض حين لا يكون هناك بد مما ليس منه بد؛ و ليس هذا ما نتمناه و لا ما يمكن أن يتمناه أي عاقل، لكن لا أحد يستطيع صد شعب يحاصره الجوع و المرض و الغبن و التهميش أمام تبجح العابثين بثرواته ، المحتقرين لوجوده، كان أمله الوحيد في أن ينهوا كذبتهم و يرحلوا فيصدمونه اليوم بأن "من يعتقد أن النظام سيرحل واهم" و بأن "لا رئيس بعد ولد عبد العزيز" ..

"وَهْمُ" الحقير ولد الشيخ، الناطق باسم العصابة و ليس في هذه العبارات أي تجريح أخذا بالتوجيه النبوي الكريم "أنزلوا الناس منازلهم" .. و خدعة رئيس الوزراء المحمي بضعف الغزواني و خيانة البرلمان و قوة بازيب، الذي ألمح إليه الديوث ولد محم خيره ، هي عناوين المواجهة القادمة بين شعبنا و العصابة.

معارضتنا الباسلة، الحكيمة، الوفية، ما زالت تنتظر أن تعرف ماذا يريد ولد عبد العزيز؟
و حين تعرفه متأخرة، سيكون عامل الوقت يضعها أمام خيارين : أن تشارك من دون تفكير و لا وسائل مثل ما فعلت في الانتخابات الأخيرة أو تقاطع بتفكير متجاوز مثل ما فعلت في التي سبقتها.

و حين ينفذ ولد عبد العزيز جريمته من دون تكلف، ستشجبه بقوة
و حين يصبح بقاؤه أمر واقع ، حينها فقط ، ستدركون أن معارضتنا الباسلة ، الحكيمة، الوفية، لا تشارك إلا بإعلان الضعف و لا تقاطع إلا بإعلان الشجب.
أيها الشباب الموريتاني
يكفينا أن الله عز و جل يعلم كم صبرنا على ظلمهم .. كم صبرنا على جورهم .. كم صبرنا على تدميرهم لبلدنا و إذلالهم لشعبنا و حين لا يكون تقصيرنا في حدود الله يهون كل ما سوى ذلك و تصبح الموت أعز من البقاء..
نعم، ليستعد الجميع لطرد هذه العصابة الشريرة التي تتحضر للانقلاب ثانية على الدستور لتصميمه على مقاس متطلبات بقائها..
لن نقبل بقاء هذه العصابة الماكرة بأي شكل في الحكم؛ فليستعد الجميع لمواجهة أصبح لا بد أن تتم..

و لتكون الصورة واضحة أمامنا، علينا أن ننطلق من نقطة الصفر بخطوات واثقة: نريد مقترحات جادة تنطلق من الحقائق التالية:
ـ تعمل العصابة على البقاء (لا يهمنا كيف)
ـ المعارضة جزء من المشكلة لا من الحل (حتى الآن على الأقل)
ـ إفشال المخطط ممكن بسهولة (إذا توفرت الرؤية و الإرادة و العمل)
ـ بعد اكتمال أسباب القهر أصبحت كل أسباب الرفض مشروعة

ملاحظة هامة : هذا جزء من منظومة كاملة بدأت تتحرك على الأرض لإنقاذ الوطن ، نرجو و نعمل على أن تتقارب مع الوقت لتشكل جبل الرفض القادر على الوقوف في وجه كل المشاريع الهدامة التي تتربص بالبلد..

في انتظار تعاليقكم و مقترحاتكم