
الحقيقة (نواكشوط) تمر الايام تباعا وتتسارع وتيرة الاحداث المتناقضة حيال الصور القادمة من مدينة المناجم الجميلة صور تعبيرية فخمة في ظاهرها ..قاتمة ومعتمة اسبابها !! يلف الغموض سر التغاضي الرسمي عنها والسكوت المخجل للمنظمات والساسة عنها ! وان رسمت هذه اللوحة بوضوح مايستحق من التعبير! وما يترك في النفس رغبة في صبر اغوارها والنبش في مآ لاتها وماتخفي من اسرار حينا ومن اثارة في الشكل والمضمون حينا اخر ..ليتوقف الموريتاني امام مشهد لاسابقة له في التعاطي مع حراك بهذا الزخم يقول البعض انه خوف من تبعات .. ولاحقة لاتحبذها دوائر صنع القرار السياسي العاكفة علي صياغة بنود اتفاق سياسي جديد قد يحجب الرؤية عن ماعدا ذالك خصوصا انها لفتت عنه عيون الطيف السياسي بكل تشعباته !! ليترك الحبل علي القارب للقضية ... بعضهم صورها ثورة قادمة من الشمال ..بعضهم اعتبرها مطالب مشروعة غيبها الصمت الطويل صور متشابكة ينسج كل طرف عليها مقاربته...لتخرج الصور في قوالب متعددة وقراءات مختلفة ... كرست في احد جوانبها اصرار علي التحدي و المضي في خيار الصمود حتي تتحقق المطالب ..وفي جانب اخر لاتعكس المشاهد والصور اي حقيقة يقول المناوؤن!! وان اقامة الولاءم والرقص في الهواء الطلق يعني عدم جدية اصحابها ...و يذهب اخرون ابعد من ذالك في التقليل من قيمة مايسمونهم بالقلة المارقة التي تبحث عن اثارة البلبلة وان جهات سياسية تحركهم في الخفاء معللين ذالك ان اسنيم استطاعت مضاعفة انتاجها بدون سواعد هؤلاء وانها في غني عنهم ... وجوه اخري فضلت التجاهل المقيت وخيم عليها الصمت ..بعض المدونين يقفون موقف المتفرج دون كبس ازرار الموقف (مع او ضد ) وكانهم يتحينون الفرص القادمة في نهاية العراك .. وفي وسط المشهد بزغ فجر الصورة وتاثيرها وكان بعض المدونين ونشطاء الفيس بوك وتويتر اكثر تاثيرا..وقدموا وجبة دسمة لصفحات التواصل الاجتماعي غذت المادة المصورة ماغيب في الجانب الرسمي وخلقت طابورا ثالثا في المشهد ركب هو الاخر موجة التراشق بالولاء ، اما المواقع الاخبارية والاعلام فكانت معالجته باهتة جدا وباستحياء قد تفرضه الظرفية السياسية الخاصة ...في حين تحول كرنفال الخروج علي الهيبة الي ساحة لفتل العضلات ،وسط المدينة الهادئة عادة دون ان يلتفت القائمون عليه لما يدور حولهم ..للتعبير عن قوة وسلمية النضال ..وكان مايدور خارج اسوار المدينة لن ياتي بحل عاجل لعشرات الاسر التي ظلت لعقود تقتات علي فتات مايتبقي من محصول عملاق الحديد (اسنيم ) بعد التصدير بحسب مايقول الناشطون !!.. ان كان هناك من لم يحدد موقفه فلاشك ان ثمة كثيرون من شدته المناظر الراقية في كثير من تجليات الثورة الحمراء البسيطة .. وباسلوب يعكس ثقافة المنطقة المعروفة علي مر التاريخ بكرم وبذخ وقوة شخصية ساكنتها ..ممايحيل لحقيقة يراها بعض المتابعين نتيجة لتراكم سنوات من الظلم سنوات من استنزاف خيرات هذه المدينة دون ان يكون لاهلها نصيب يلجم افواههم عن الصراخ اليوم ..فهل تستطيع هذه الوقفات الصاخبة ان تعيد الي اسنيم ماكان يجب ان تتحاشاه قبل وقوع فاس العصيان ..ام انها مجرد زوبعة في فنجان الاضراب لاتعكس ما اسيل من حبر حولها علي قلته وستخمد بتقادم الايام ؟! السيد ولد السيد -مدون