الصحفي الكبير الشيخ بكاي يستذكر إنقلاب 8 يونيو/"هرب" صحفي و"شجاعة" شرطيين...

اثنين, 06/09/2025 - 13:29

الحقيقة/أنواكشوط / في ذكرى محاولة 8 يونيو 2003 الانقلابية خطرت بي صور وتفاصيل صغيرة ارتبطت بالمحاولة وقتها:

-(1) أن الموريتانيين رغم ما يمكن أن يقال أناس سلميون أمضى بلدهم يومين (من دون حكم) ولم تثر فوضى...

-(2) قوة الجزيرة:
ربطت الجزيرة الانقلاب بالاسلاميين ما وضعني في ورطة وأنا المراسل القديم العارف بشؤون بلده والحاصل ( ولله الحمد على صدقية لدى من أعمل معهم)..
كنت وقتها أعمل ل "بي بي سي" وآسوشيتد بريس" والحياة".. وكنت على صلة بمصادر عليمة، وكنت أول من أعطى خبرا عن مكان ولد الطايع..
ورغم ذلك كانت "آسوشيتد بريس" و"الحياة" تضيفان أحيانا "أغنية" الجزيرة حول الاسلاميين خلفية لتقاريري، ما جعلني أحتج كثيرا لأنال تعهدا بعدم تكرار ذلك...

(3)-"هربُ" صحفي و"شجاعة" شرطيين "استأسدوا" عليه:
في صباح المحاولة وكنت في منطقة الخطر أي مثلث الاذاعة- الرئاسة- أوتيل مرحبا .. وبينما أنا في منطقة الفندق لمحت سيدة تحاول أن تسوق لكنها تعجز.. قالت لي: "تعال اخرجني من هنا"..
وبادرت للكثير من الأسباب ومن أقربها أنها امرأة تستغيث.. ركبت وبدأت أسوق وبعد أن خرجت فطنت إلى أنني - ربما- لم أتصرف بحكم "الشهامة" وإغاثة امرأة.. لقد كنت أنا أيضا بيني وبين نفسي أمارس نوعا من "الهرب".. أوقفت السيارة وعدت إلى حيث كنت.. وعادت إلى ذهني كل الدروس التي أخذت عن تغطية المناطق الخطرة وفي أولها "تجنب الخطر"...
وكان "أشجع" مني شرطيون أوقفوني على شارع عبد الناصر عند دوار مرحبا- آفاركو .. ركبوا من دون إذن وأمروا بالتوجه جنوبا باتجاه دار الثقافة.. قلت إن ذلك ليس اتجاهي، فقالوا إنه أمر وعلي تنفيذه..
فكرت في أوقات الخطر وحق الامن في اتخاذ كل إجراء يحمي المواطنين.. نفذت الأمر..
وحينما دخلنا منطقة "مدائن" قلت مداعبا :
-" احنا كيف شي هاربين"..
لم يضحك أحد.. ونزلوا تتبعهم نظرة احتقار...

(4)- القبلية:

وهنا لن أتحدث عن تصفية الحسابات وأخذ الاقارب بذنوب أقاربهم "والحملة على كنته وأولاد الناصر".. سأتحدث قفط عن أمور غير مهمة..
مساء الانقلاب كنت أعد تقريرا تلفزيونيا في مكاتب إحدى وكالات الانتاج لصالح قناة أجنبية.. هنا خاطبني عدد من الزملاء : " السيد الوزير" .. وبالمناسبة هو منصب لم أحببه قط ولم أفكر فيه.. كان بعضهم يقول " ديرو الايد فالشيخ .. الانقلاب يقوده كنتاوي"... هي دعابات بطعم "الاستفزاز"...

والأخطر أني وأنا مع وزير في مكتبه نظر إلى صورة في جريدة وقال لي: " ذا من هو؟" .. لم أنتظر أن أفهم أسباب سؤاله، فقد غضبت كثيرا بداخلي...
رددت عليه في هدوء:
" هذا ضابط في الجيش الموريتاني.. ول الشيخ سيد المختار وهو ابن عمتي زينب منت البكاي"...
ضحك الوزير ضحكة "يابسة".. وعدنا إلى ما كنا فيه...