بقلم الباحث و الخبير الاستراتيجي: الدي ولد اعلادة

جمعة, 06/06/2025 - 22:18

ما يجري اليوم في دولة مالي يبعث على القلق العميق والأسى، فهو ليس مجرد تدهور أمني داخلي، بل انهيار ممنهج للدولة أمام أعين الجميع، وانزلاق نحو الفوضى الشاملة قد لا تقف حدوده عند حدود مالي، بل قد يمتد ليهدد استقرار المنطقة بأسرها، من موريتانيا غربًا إلى النيجر وبوركينا فاسو جنوبًا، وصولًا إلى الجزائر وليبيا. الصورة قاتمة، والأصوات الخافتة التي كانت تحذر من انفلات الوضع يبدو أنها باتت تصرخ الآن وسط صمت دولي وإقليمي مربك.

الحدث الأبرز والأخطر في هذا التدهور هو سقوط عدد كبير من القواعد والمناطق العسكرية الحساسة في أيدي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، الجماعة الإرهابية الأخطر في الساحل الإفريقي. لم تعد هذه الجماعة مجرد مجموعات متمردة تضرب وتختفي، بل أصبحت تسيطر على الأرض، تستولي على العتاد، وتجمع الأموال، وتفرض قوانينها ومظاهر حكمها في مناطق واسعة. التقارير تتحدث عن حصولهم على سبائك من الذهب، ومئات الملايين من الفرنك الإفريقي، إلى جانب كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر الحديثة التي كانت بحوزة الجيش المالي. هذه الغنائم لا تعني فقط تعزيز قوتهم العسكرية والمالية، بل تعني