
الحقيقة/نواكشوط/ إطار الجهود الحكومية المتواصلة لتعزيز الأمن المائي في العاصمة نواكشوط وضمان استمرارية التزويد بالماء الصالح للشرب، أشرف فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، يوم 20 نوفمبر 2024، على وضع حجر الأساس لمشروع تقوية وتأمين تزويد المدينة بالمياه انطلاقا من بحيرة إديني.
ومباشرة، انطلقت الأشغال، حيث بدأ تنفيذ مختلف مكونات المشروع. وتشير التقارير الفنية إلى أن وتيرة الإنجاز تسير وفق الجدول الزمني المحدد، دون تسجيل أي تأخر يذكر.
ويهدف هذا المشروع الاستراتيجي إلى تعزيز تزويد مدينة نواكشوط بالمياه من خلال إنتاج إضافي يبلغ 60 ألف متر مكعب يوميا، ما سيرفع القدرة الإنتاجية لحقل إديني إلى 100 ألف متر مكعب يوميا قابلة للزيادة.
ويتضمن المشروع مد أنبوب رئيسي بطول 59 كيلومترا وبقطر 1200 ملم، بمحاذاة طريق الأمل من الجهة الجنوبية. وقد تم اعتماد هذا المسار لأسباب فنية بحتة، نظرا لوجود ثلاثة إلى أربعة أنابيب قائمة في الجهة الشمالية، ما يجعل المرور عبر الجهة الجنوبية الخيار الأمثل لضمان السلامة الفنية للمنشأة.
ولضمان تنفيذ الأشغال في ظروف آمنة، تم تخصيص حيز بعرض 30 مترا لوضع الأنبوب، ليس بغرض الإخلاء الكامل، وإنما لمنع أي نشاط أو إنشاء قد يؤثر سلبا على سلامة الأنبوب، وذلك وفق لما تنص عليه القوانين المعمول بها.
ورغم ما قد ينجم عن ذلك من تأثيرات محدودة على بعض المنشآت الخصوصية الواقعة داخل النطاق القانوني، فقد اعتمد القطاع مقاربة فنية مرنة تهدف إلى تقليص الأضرار إلى الحد الأدنى، وعدم المساس بأي منشأة إلا عند الضرورة القصوى، حتى وإن كانت داخل المجال المحدد قانونا.
وقد أظهرت المعاينات الميدانية أن التأثيرات المتوقعة ستكون محدودة جدا، وتقتصر على بعض الأسوار غير المأهولة وعدد محدود من المباني المتفرقة. أما في المناطق السكنية، فقد تم اختيار مسار الأنبوب بمحاذاة الطرق الثانوية تفاديا لأي تأثير على ممتلكات المواطنين.
وهنا، ندعو سكان المناطق التي سيمر عبرها الأنبوب إلى تغليب المصلحة العامة، والتعاون الإيجابي مع الفرق الفنية، بما يضمن تنفيذ هذا المشروع الحيوي في أفضل الظروف الممكنة.
ويجسد هذا المشروع التزام القطاع بضمان استدامة خدمة المياه في نواكشوط، باعتبارها خدمة عمومية أساسية وحقا أصيلا للمواطنين، حيث يواصل العمل على تطوير وتوسيع البنية التحتية للمياه وفق أعلى معايير الجودة، وبما يواكب النمو الديمغرافي والتوسع العمراني ويلبي حاجات السكان الحالية والمستقبلية.