محمد ولد احمد بنان يكتب /؟ الحوار السياسي والمواطنين 24/04/2025

خميس, 04/24/2025 - 14:18

هل ننتظر انعكاسات ملموسة للحوار السياسي المرتقب على الحياة اليومية للمواطن؟
بالإمكان للوهلة الأولى وبدون تردد الإجابة بلا.

إن مجمل المواضيع المعرضة علنا للنقاش في الحوار السياسي المرتقب لا تمت باي صلة مباشرة إلى ما يعانيه المواطن البسيط من مشاكل في حياته اليومية.

الديمقراطية وان كانت في أصلها ممارسة الشعب للسلطة إلا أنها تبعده عن جوهر هذه الممارسة ليتركها بواقع التفويض الذي يعطي لمجموعات ضيقة تدريجية نحو قمة الهرم.

كل مجموعة تحمل همومها الكثيرة والمتشعبة كمجموعة إلى الحوارة بحيث تبقى المشاكل الجوهرية للمواطنين في الهامش المخصص للمشاكل الثانوية ولا أحد يهتم بطرحها بصفة جدية.

هل سيمكن الحوار المرتقب المواطن البسيط من:
- الحصول على حقوقه المدنية دون اللجوء إلى وساطات أو تدخلات أو الاستعانة بطرق ملتوية؟
- الحصول على الخدمات الإدارية دون اللجوء إلى وساطات أو تدخلات أو الاستعانة بطرق ملتوية؟
- الولوج إلى الوظائف والرتب المستحقة من خلال مسابقات واضحة وبشفافية تامة دون عرقلة ولا تمييز؟
- إدماج حاجياته في الخدمات والبنى التحتية الضرورية في برمجة وطنية نابعة من تخطيط واقعي على أساس استصلاح مندمج للتراب الوطني تسوده المساوات حسب معايير شفافة؟
- الحصول على مخططات اقتصادية وطني تعطي الأولوية للمشاريع العمومية والخصوصية المهتمة بتنمية القدرات الإنتاجية المحلية للمواطنين؟

إن الخوض المتزايد في الفئوية والشرائحية والقبلية البدائية المقيتة يجد في انعدام الاهتمام بالمصالح الأولية للمواطن البسيط دافعا لتغذيته وتوطيده ودليل وبرهان للمستفيدين منه على المواصلة في التمسك به كوسيلة لشغل حيز من المساحة العمومية الفارغة بعدم وجود من يدافعون عن المواطنين بالطرق المباشرة.

لا مناص اليوم من الاهتمام بالمصالح الحقيقية للمواطنين عن طريق الممثلين المباشرين لمصالح تلامس واقع المواطنين دون اللجوء إلى وسطاء أكثر ما يكونوا سماسرة لأنفسهم أولا قبل الدفاع عن مصالح موكليهم أو من يتكلمون باسمهم دون تفويض.

ستلعب النقابات المهنية المؤسسية والاتحادات المهنية المهيكلة بشكل فعال أدوارا أولية في التحولات المستقبلية لمجتمع متجه نحو العمل الجاد وتسوده المساوات.

للمجتمع المدني والمنظمات الاجتماعية الاهلية والمثقفين وأصحاب الرأي أن يقوموا برفع راية الإصلاحات الجوهرية ليتمكن المواطن من شغر الحيز الأساسي من اهتمامات السياسيين كي لا يتحول الحوار إلى ندوة فارغة المعنى وعديمة النتائج.

محمد ولد احمد بنان