إدوم عبدي اجيد يكتب /؟الحمد لله حق حمده ؛

ثلاثاء, 04/22/2025 - 22:40

مع بدإ العد التنازلي بتسليم بعض المقترحات في إطار الإستعداد لإطلاق الحوار المرتقب بين الفرقاء السياسيين و حملة الرأي في البلد، و رغم ما شاعَ مؤخرا من تجاوزات لفظية يُجرمها القانون، صدرت عن بعض المهتمين بالشأن العام من ضمنهم منتخبين و مشرعين، باتَ علينا أن نستحضر قيمة احترام قوانين البلد باعتبارها الضامن الحقيقي لتنميته ولبقائه بين الأمم وأنه بانعدام تطبيق القوانين الرادعة قد تكون هذه الحوارات والمشاورات مضيعة للوقت بل و مجرحة للذاكرة الجمعوية لساكنة هذا البلد.

إن تكوين مجتمعنا و مميزاته الدينية والثقافية و الإقتصادية مصدر قوة و تكامل حيث شكلت صمودا أمام الهزات المتنوعة و الطارئة التي عصفت مع الأسف ببعض البلدان من حولنا.

من منّا اليوم لا يشعر في داخله بنعمة التآخي و العافية آمنا في سربه مع حرية التعبير التي تبدو أنها مع الأسف أخذت مسارا مبتذلا وخارج عن المألوف.

قبل أن نحتكم على صناديق الإقتراع بفعل متطلبات الديمقراطية لقد أصبح من الضروري أن يكون المهتمون بالشأن العام كل من موقعه على إلمام تام بمتطلبات الحكامة و ذلك بتولي بعض المناصب الإدارية و التسييرية لبلدهم حتى يتمكنوا من إدراك حجم الإكراهات و رسم التصورات الضرورية لحلحلتها بصفة موضوعية عبر برامج متكاملة و مقنعة.

هذا المقترح يشمل كل الخاسرين في الإنتخابات الرئاسية و عليهم أن يدركوا كذلك أن هذا ليس تنقيصا بقدرهم بقدر ما هو تعزيز لمواقعهم المستقبلية وتحسينا لتصوراتهم و برامجهم الإنتخابية..

إنه من الصعب على أي منتخب القيام بمهامه على أحسن وجه إن لم يكن على دراية بأروقة عملية التنمية لكي يواجه الأمور بعين الحقيقة بعيدا عن المزايدة و الشعبوية .
لاحظنا مؤخرا أن العطل الأسبوعية أصبحت مستخدمة في متابعة المشاريع و الوقوف علي الورشات ميدانيا مما يظهر من حين إلي آخر حجم الإكراهات و التحديات....

لقد تم تقييم محفظة المشاريع العمومية في المأمورية الأولى للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني و حدد مكمن الخلل بدءا بمرحلة تصور المشاريع مرورا بتنفيذها و متابعتها و تقييمها و انطلقت دينامكية المتابعة تزامنا مع تحيين المديونية و ما صاحبها فيما بعد من إجابيات اقتصادية مهمة للبلد.

إذا كان مستوى الفقر قد حدد بالأرقام وطنيا وجهويا و بعد خمس سنوات من تجسيد فكرة التآزر في بلدنا من أجل تخفيف وطأة الفقر و تماشيا مع روح التنمية و توجيهها عبر الفئات الهشة ليس إلا من أجل تقوية لحمة و وحدة شعبنا، إن لم نقدر ذلك حق قدره قد نكون شاركنا في استهداف و ظلم حقيقي لشريحة كبيرة من مجتمعنا لأغراض خاصة.

من هذا المنطلق فلا بأس بالتفكير في اطلاق أيام تشاورية و تقييمية و توجيهية لهذا المرفق الفريد من نوعه حتى نتمكن جميعا و بدون مجاملة من إبراز دوره و سلامة فكرته الأصلية من أجل لحمة ووحدة مكونات مجتمعنا مع أن هذا النوع من الأفكار لا تدرك أهميته إلا بعد فترة طويلة لا سيما إذا لم يكن مصحوبا بإعلام متميز و مهني يسلط الضوء على إجابياته.

إن ادماج كل المواضيع حسب ما سيفرز من المقتراحات الصادرة عن كل الطيف السياسي المشارك في الحوار من الأغلبية و المعارضة و غيرهما و الذي سيحدد معالم خريطة طريق حوار مرهون بإستعادة و بناء الثقة بين الأطراف مع إعلان ميثاق يحتم على الجميع إبداء حسن النية وإبعاد كل من شارك في تأجيج الكراهية بين مجتمعنا لأن المقام مقام علو الهمم وحب الوطن.

والله ولي التوفيق
إدوم عبدي اجيد