
بدأت رحلتي الاستشفائية إلى الجزائر في مارس 2024، حيث كنت أبحث عن علاج لورم تحت الأذن اليسرى الذي تسبب لي في قلق كبير وآلام متكررة. في تلك الفترة، كانت حالتي الصحية تتطلب اهتمامًا خاصًا وبحثًا دقيقًا عن أفضل الخيارات الطبية.
بعد الوصول إلى الجزائر، بدأت بإجراء جميع الفحوصات اللازمة لتشخيص الورم وتحديد الإجراءات الطبية المناسبة. كانت الأجواء في المستشفى مليئة بالأمل، والقائمون على الرعاية الصحية كانوا في غاية الاحترافية والإنسانية. لقد لمست في تعاملهم كل معاني الإخلاص والرعاية، مما ساهم بشكل كبير في تعزيز معنوياتي وتخفيف توتري.
وفي ديسمبر من نفس السنة، بعد سلسلة من الفحوصات والكشوفات، جاء يوم إجراء العملية الجراحية لاستئصال الورم. كنت أعلم أن هذه الخطوة قد تكون مصيرية، ولكن ثقتي بفريق الأطباء كانت كبيرة، والحمد لله، جاءت العملية ناجحة. بعد العملية، تم تقنيلي في فترة نقاهة قصيرة، حيث تلقيت العناية اللازمة، مما ساعدني على التعافي بسرعة وفعالية.
عدت إلى وطني بعد إجراء العملية، لكن قلبي كان مليئًا بالامتنان لتجربتي في الجزائر. لم يكن للأطباء فقط تأثير إيجابي عليّ، بل أيضًا وجدت في الشعب الجزائري كرم الضيافة وحسن المعاملة، الذي جعلني أشعر كأنني بين أهلي. تلك الأيام في الجزائر كانت مليئة بالدفء الإنساني الذي لم أعهده في أماكن أخرى.
في أبريل 2025، عدت مرة أخرى إلى الجزائر لإجراء فحوصات متابعة للتأكد من نجاح العملية. كنت متحمسًا، وبالرغم من القلق الذي يرافقني، كانت نيتي محملة بالأمل. بعد إجراء الفحوصات، أكد الطبيب نجاح العملية وأن المشكلة قد تم حلها. شعرت بسعادة غامرة، وكأن حملاً ثقيلاً قد أزيح عن كاهلي. كانت تلك اللحظة من أجمل لحظات حياتي، حيث شعرت بأنني قد استعدت صحتي وعافيتي.
أود أن أعبر عن امتناني للجزائر وللشعب الجزائري العظيم على كل ما قدموه لي خلال رحلتي العلاجيه. فقد أثبتت لي التجربة أن الأمل دائمًا موجود، وأن الرعاية والاهتمام يمكن أن يساهمان في تغيير حياة الإنسان نحو الأفضل. إن رحلتي إلى الجزائر كانت بحق رحلة استشفائية خالدة في ذاكرتي، تحمل في طياتها دروسًا قيمة عن الأمل والصمود والتضامن الإنساني.
فشكرا للجزائر وشعبها وشعبها الشكر موصول إلى جميع الأخوة
الذين وقفوا إلى جانبي ماديا و معنويا طيلة هذه الفترة.