رحيل مؤثر لداعية عجز الزمان أن يآتينا بمثله " درام "صورة

جمعة, 06/12/2015 - 12:26

موتُ الرجال مصيبة حقاً ، موت من عُرِفوا وقت الشدائد والمحن ، وقت الضيق وقت يَوْمَ ينساكَ الأخ والصديق ،

موتُ من هم الكل والكل هم لا يمكن أن تمر دون تعبير ، دون تدوين ، دون رسم كلمات من أجل غيرهم وترحمٍ عليهم هم وإشادة بهم رحمهم الله ! من هؤلاء الذين يستحقون الاشادة والتأبين والشعر والنثر أخونا وعمنا المغفور له باْذن الله "دراما " إمام وخطيب المسجد الكبير بلواندا العاصمة الأنغولية المعروف بين الناس بمسجد " مارتشْ " وبما أنه علم - أي الامام الفقيد - فلن تجد من لا يعرفه من بين الجالية ولن تجد أيضا من يضيفه الى احد ، " درامَ " و "درامَ" فقط لا يُجهل الشيخ وهو من هو حضورا وخدمة لدينِ الله ! درامَ عليه رحمة الله كان صورة من بو بكر بن عامر في حرصه على دخول الناس تحت راية الاسلام ، كان عقبة بن نافع في جدّه وعمله ، كان ايضا يوسف بن تاشفين و كان بن المبارك وكان وكان وكان درامَ الامام والخطيب والداعية في ارض تكره لا اله الا الله ، في أرض تُظهر من عداء الاسلام ما تضمر أشد منه ومع ذلك كان درام قادرًا بحنكته وقيادته وتحمله المسئولية أن يجمع الناس على توحيد الخالق ، المسئولية التي تهرّب منها اَهلها كان درامَ أهلا لها وان تتلوْ ! درامَ صورة ناصعة لرجل فهم أن الحياة الدنيا هي متاع الغرور ، هي زخرف زائل فكان أن سخر وقته وجهده للدين ، لدين الله لإعلاء كلمته في ارض تحتاجه ، في دولة تحتاجه ، لم يجلس درامَ في مسقط رأسه في ربوع المسلمين ويعتكف في صومعته لأنه لا رهبانية في ديننا ، ذهب درامَ الى الأذية في الله ، الى الجهاد في سبيله ، الى المكاره التي تورث التقوى من الله ، الى الطريق الموصل للسعادة ، فهم درامَ الحياة فكان أهلا لها . فلتصعد روح درامَ الى باريها " يا أيتها النفس المطمئنة .. " وليصعد ذكره الطيب بين الناس ، وليهنأ عقبه ، وليفخر به أهله ومن عرفه ، ولتحزم عليه جالية أحبته وأحبها عرفته على خير وتفرقت مع عليه . وداعاً درامَ ، الى جنات الخلد ، جمعنا الله وإياك مع النبيين والصديق والشهداء . تقبّل الله منك كل عمل قمت به في السر والعلن وتجاوز عنك وعن جميع المسلمين . اللهم عامله بما أنتَ أهل له ولا تعامله بما هو أهل له .

أحسن الله عزاء أمة الاسلام والجالية المسلمة في آنغولا وانا لله وانا اليه راجعون !

المدون : عمار ذو النورين