لست مهنيا لله الحمد / سيدي علي بلعمش

أربعاء, 06/19/2019 - 07:22

في بلد لا يستطيع أي صحفي أن يحصل على أي معلومة من أي جهة رسمية..
في بلد تصنع المخابرات صحافتها من زبد الشارع و تحرم كل صحفي جاد..
في بلد يخجل فيه أي مثقف محترم من تقديم نفسه كصحفي أو ككاتب صحفي بسبب سقوط المهنة من أعين الناس..
في بلد كهذا لا تستطيع أن تكون مهنيا إلا إذا قررت أن تكون غير مهني :
الشائعة (و هي الحالة المؤقتة غير المنقحة للخبر، حسب تصنيف باري ماتش) ، تلجأ لها الصحافة حين تسكر في وجهها طرق الوصول إلى الحقيقة ؛ فلماذا تتكلمون عن المهنية؟
ليس أمامك في موريتانيا (إذا كنت صحفيا ) إلا أن تتخلى عن البحث عن الحقيقة و هذا ليس مهنيا أو تتعامل مع الشائعة و هذا ليس مهنيا أو تصنع طريقا يوصلك إلى "المخابرات" و أجهزة الدولة للحصول على الأخبار الكاذبة التي يفرضون أن تكون بديلا للحقيقة و هذه لعنة سهلة و مدرة للدخل ، أصبح أصحابها من الساقطين، يتكلمون عن عدم المهنية و يحاولون حشر الجادين في هذه الزاوية!!؟
هناك الآن صنفان من الصحافة في موريتانيا : جادون يصارعون لكشف الحقيقة أمام عصابة متحكمة تتستر على كل جرائمها و صحافة تحت الطلب تستخدم لتشويه الحقائق و قلب الصورة المأساوية التي يحاول الجادون رسم بعض ملامحها.
و صحيح أن الجادين اصبحوا يعدون على أصابع اليد الواحدة، لكنهم ـ مهما فعلتم ـ سيظلون الأكثر تأثيرا و مصداقية ، رغم التهميش و التعتيم و التهديد و التشريد .
أنتم دولة من الكرتون ، لا تستطيعون دخول معركة ، لا سيما مع صحافة جادة ، لا تستطيع أي قوة في الكون صد هجومها. سيظل جهلكم للتاريخ كفيلا بإنهاء قصتكم في أي لحظة..