مع دخول الحملة الانتخابية أسبوعها الثاني.. قراءة في حظوظ المتنافسين بمقاطعة روصو

جمعة, 05/05/2023 - 23:06

الحقيقة / روصو / دخلت الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية والجهوية والبلدية أسبوعها الثاني والأخير ابتداء من اليوم، أسبوع تميز بالرتابة والسكون، مع استثناءات محدودة في مناطق سخونة تعتبر روصو عاصمة ولاية الترارزة أبرزها، حيث يحتدم الصراع فيها بين حزب الإنصاف ومنافسيه في الأغلبية والمعارضة على حد سواء.

روصو المدينة الحدودية تبدو عصية على الفهم والتحليل، حتى يخيل إلى المتأمل في خارطتها السياسية المعقدة أنها تأثرت بطباع سكان المنطقة التي تنتمي إليها، وكأن لسان حالها يردد معهم "أن الحق لا يقال والكذب حرام".

كُثُر هم خطّاب مدينة روصو في الموسم الانتخابي الجديد، فعلى بلديتها وحدها تتنافس أربعة عشر لائحة تعرف منها المدينة وتنكر، منهم من منحته يدها ذات يوم على طبق من ذهب، ومنهم من أتته مكرهة، وهم اليوم جميعا يخطبون ودها، مؤكدين أن القول ما قالت "حذام".

"لكوارب" كما يحلو لسكانها الأصليين تسميتها تعتبر المعارضة أنها مدينة من مدنها العصية على التركيع، فيما يقول الحزب الحاكم إنها طلّقت المعارضة طلاقا بائنا بعدما تحولت إلى ورشة عمل، ودشنت فيها الحكومة جملة من المشاريع ستغير وجهها الذي أحب المعارضة وأحبته.

صراع الثيران

يحتدم الصراع في روصو بين رئيس حزب "المسار" والعمدة الأسبق لبلدية روصو سيدي جار، الذي يترشح لمنصبي العمدة والنائب في روصو، منافسا مرشح الحزب الحاكم للبلدية الوزير السابق بمب ولد درمان، ومرشحي حزب الصواب الذي يحلمون بأن تظل المدينة وفية لهم، وهي التي منحت زعيمهم بيرام الداه ولد أعبيدي الأغلبية في الرئاسيات الماضية.

"نوافذ" تجولت في شوارع وأزقة روصو المغبرة، وحاورت سكانها المنتفضين، وخرجت بمسلمة عامة وهي حدة الصراع على المناصب الانتخابية، ورفض أي من المرشحين الإقرار بصدود المدينة عنه، فهي ليلى كل منهم التي لا يبغي بها، ويعتبر أنها متيمة بحبه وإن كتمت إيمانها، ومن طباع الحسناوات أن يتمنعن وهن راغبات.

حملة حزب الإنصاف: سكان روصو سيردون الجميل لرئيس الجمهورية ويصوتون لــ"لإنصاف"

حملة حزب الإنصاف بمقاطعة روصو تبدو واثقة من النصر، خاصة بعد تنظيمها مهرجانين شعبيين في أسبوع الحملة الأول، كان الإقبال عليهما كبيرا من سكان المدينة الذين لا يعرف عنهم كبير اهتمام بالمهرجانات، ويؤكد الإنصافيون بروصو أنهم يتوكؤون على جملة من المشاريع والتدخلات التي استفاد منها سكان روصو بتوجيهات من رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وهي المشاريع التي تلقى تثمينا كبيرا من الساكنة، وستعبر عن ردها للجميل بالتصويت للوائح حزب الإنصاف البلدية والنيابية .

منسق حملة روصو أمم ولد حماه الله قال في سهرة نظمتها حملة حزب الإنصاف ليلة الجمعة أن المستقبل يتطلب أن تكون خيارات سكان روصو مع حزب الإنصاف لأنه الذراع السياسي للحكومة، ومرجعيته الأساسية فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني الذي أعطى أولوية كبيرة لمدينة روصو، وزارها أربع مرات في ما مضى من مأموريته، وفي كل واحدة من هذه الزيارات يأتي بأشياء مهمة، ففي إحداها دشن جسر روصو الذي سيعود بفوائد اقتصادية كبيرة على المدينة، وسيضم الكثير من المشاريع التي تعود للمدينة بالنفع ــ يقول المنسق ــ

وفي زيارة أخرى بمناسبة افتتاح الحملة الزراعية 2021 دشن الرئيس مشروع الشيشية، الذي يضم 600 هكتارا استفادت منها 600 أسرة وأصبحت نموذجا في شبه المنطقة. وفي زيارة ثالثة أعطى التوجيهات بكهربة شمامة، للتخفيف من تكاليف الزراعة، الأمر الذي سيعطي وجها جديدا لشمامة التي تعتبر روصو بوابتها الجنوبية.

كما ستستفيد روصو ــ يقول ولد حماه الله ــ في الأيام المقبلة من مشروع كبير هو مشروع امبغجك الذي يضم 700 هكتارا، وتستفيد منه عديد القرى والكثير من المنظمات الشبابية والنسائية والمعوقين، وقد كلف الدولة نحو ثلاثة مليارات.، وفضلا عن هذا وذاك تضم المنطقة أكبر مشروع ستعرفه موريتانيا منذ بدأت الزراعة، بل وفي شبه المنطقة هو مشروع استصلاح 4500 هكتار تستفيد منه ساكنة اركيز والمناطق المجاورة وسيدفع بعجلة التنمية في ولاية الترارزة.

وفي الزيارة الأخيرة أكد الرئيس بحسب منسق حملة الإنصاف بروصو أنه جاء لروصو في سبعينيات القرن الماضي وأنها كانت أحسن منها اليوم وفي هذا اعتراف بأن المدينة تحتاج الطرق، والصرف الصحي والكهرباء والمياه الصالحة للشرب ...وبعد أسبوع من زيارته أصبحت لكوارب ورشة عمل، ففيها ستشيد ثمانية كلمترات من الطرق، وستكون فيها الأشجار المثمرة، وتم الشروع في الصرف الصحي، وتم اتخاذ إجراءات لتسوية مشكل المياه في روصو، وفي شهر ونصف سيودع سكان روصو أزمة المياه نهائيا، هذا قليل من كثير، يؤكد أن التنمية ستصل لجميع المواطنين ولدينا مستقبل باهر ستصبح معه روصو عاصمة للغاز الذي يعتبر من أهم الثروة الوطنية.

حسم للبلدية وشوط ثان في النيابيات

وبعيدا عن خطاب الحملات فإن المراقبين يرون أن حزب الإنصاف استفاد من تبنيه لخطاب أحزاب المعارضة من خلال اعترافه بالمشاكل التي تعاني منها مدينة روصو، وتعهده بحلحلتها، كما استفاد من التدخلات الاجتماعية التي قدمها النظام للطبقات الهشة بالمدينة، من محدودية الاختيارات المتاحة أمام سكان روصو، فمن بين ثلاثة مرشحين بارزين جربت روصو في السابق اثنين، وبالتالي فلا جديد له "بنّة" بالنسبة لها، ومغني الحي قد لا يطرب، ومرشح حزب الإنصاف قد لا يكون أخشن المترشحين حنجرة، وبالتالي فإن المعطيات تشير إلى أنه سيحسم البلديات لصالحه وإن بصعوبة، أما النيابيات فسيكون فيها شوط ثان يتمنى الإنصافيون أن يكون بينهم وبين مرشحي حزب "الصواب" الذي يقولون إنه يعاني من هجرة جماعية بعد تنكره لخيارات قواعده الشعبية في الترشيحات.

وفي انتظار أن تفك الطلاسم تبقى "السيولة " في روصو أكبر تحد يواجه المرشحين، وأهم مضاد حيوي لأعراض الهزيمة...

المصدر: نوافذ