رحمة بأنفسكم وبضعفائكم / أبي محفوظ

ثلاثاء, 04/25/2023 - 20:19

يقال في المثل الدارج عندنا : (البَقَرَة أتّم اتْقولْ وَلِّي وَلِّي إلَيْنْ اتْقُولْ رَاصِ رَاصِ) تعبيرا عن مرحلة المفاضلة بين النفس والغير؛ حين لا يبقى خيار غير أن تختار نفسك أو تختار الغير؛ وحين لا يبقى خيار الجمع بين النفس والغير، ولا خيار الإيثار للغير مع سلامة النفس.

ستنتخب ساكنة جكني عمدة للبلدية المركزية، وستنتخب نائبان يمثلانها تحت قبة البرلمان، هؤلاء المنتخبون ستناط بهم مسؤولية تدبير الشأن العام، والدفاع عن المصالح الكبرى للأرملة والمسكينة واليتيم والعاجز، فهل يحق لكم أن تختاروا من هذه مسؤوليته على أساس حمية قبلية أو عصبية جاهلية أو قرابة لا تظهر أواصرها ولا تفعل إلا في هذه المواسم ؟

إن للعقلاء مذهبا في الموازنات الكبرى؛ تتحطم أمامه كل هذه الاعتبارات، ويجعل من المصلحة الكبرى والعامة غاية قبل غايات النفس وسؤلها، وقبل سفاسف الأمور وقبل الدعاية الباطلة -"درجتنا، نحن أهل أفلان"- ومغالطات المبطلين.
يجب أن يستيقظ الضمير، وحان للعقلاء الانحياز إلى ما ينفع الناس يمكن في الأرض بدل الجعجعة دون طحين، والدخان بلا شواء.

إن حاجة أهل جكني إلى انخاب الأكفإ والأقوى، وانتخاب من ينحاز لهم في ظروف هم أعلم بها دون تكليف من أحد، ودون السعي إلى مكاسب شخصية، إنما لرغبة صادقة في فعل الخير، ولشعور شخصي والاحساس بآلامهم ومآسيهم؛ في البرد والحر، وانتشالهم من براثين الجهل؛ لهو أحق بالاختيار لتولي تدبير شلونهم اليوم؛ والدفاع عن مصالحهم أمام الجهات العليا لتسيير الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، وهو القوي في الحفاظ عليها الأمين على طلبها.

رحمة بأنفسهم، ورحمة بضعفائكم؛ وقد كلفتم بالاختيار؛ يجب أن تختاروا من عودكم على الوقوف معكم، وبجانبكم دون مقابل، لا من تولى هذه المهمة من قبل ولم يقدم فيها خطوة تتذكرونها، ولا تتذكرون له دفاعا عن مصلحة، ولا سعيا في غاية لكم كمجتمع، ولا كأفراد.

وتذكروا أنكم اليوم أما خيار في دار زائلة، وغدا ستسألون عن ما كنتم تعملون بين يدي الله سبحانه وتعالى، وتذكروا أن "الصوت" تزكية بها ينال المنتخب منصبا، وستنالون من عمله جزء بقدر مشاركتكم في تزكيته، فمن ستتحملون هذه الأمانة العظيمة من أجله ؟

وأعتقد جازما؛ أنكم ستختارون خيار الحق، خيار البذل لكم ومن أجلكم، خيار العطاء لكم لا الأخذ منكم، خيار حب الخير للجميع، وخيار الأمل للجميع؛ #اسلك_حيدة_نائب_التنمية_البشرية_نائب_أمل_جيكني