هل يكون "المدير" رئيسا للحزب..؟

أربعاء, 06/29/2022 - 13:01

أحد الراسخين في علم السياسية، وعضو المكتب التنفيذي للحزب الحاكم، وأحد القامات العارفين من أين تؤكل الكتف، حين تختلط الأمور على الكل، إنه "المدير" سيدي محمد ولد بونه.

على ذكر اجتماع المجلس الوطني للحزب الحاكم، الذي يتحدث البعض عن تحويله لمؤتمر عام، وتحدث آخرون عن تغييرات قد تطال قيادات بارزة في الحزب خلاله، حداني أمل كبير في أن يتبوأ المدير ولد بونه مكانه الطبيعي في الحزب بعد المؤتمر المذكور، وأن نجده يتقدم الصف الأول من قيادات الحزب، بعدما تحدث البعض عن إمكانية حدوث ذلك.

وغني عن القول أن المكان الطبيعي للمدير هو رئاسة الحزب -وهذا ليس تنقيصا من مرشح آخر- بل إن اعتبارات عدة منها ما هو واضح للكل، ومنها ما سأستعرضه في هذه الإطلالة، تجعل الرجل هو الأنسب للمرحلة.

يعتبر الحزب الحاكم الأوسع انتشارا في البلاد، والأكثر تمثيلا في البرلمان والمجالس البلدية والجهوية، ورغم ذلك فإن تأثيره في المشهد وحركيته تعاني خللا بنيويا خلال الفترة الأخيرة.

ولعل أبرز ما يعاني منه الحزب في هذه الفترة، هو ضعف الدينامو السياسي والإعلامي، مما يؤثر سلبا ليس على الحزب فقط، بل على الجهاز التنفيذي أيضا.

فمن المعلوم أن الهيكل السياسي جسم تكاملي، حين يصيب الشكل أحد أذرعه سيأثر ذلك على بقية الهيكل لا محالة؛ وحسب اعتقادي فإن الخلل الذي يعاني منه الحزب الآن مرده بالأساس إلى أمور، أهمها الفهم العميق للماكينات السياسية والإعلامية، وكيفية استخدامهما وفهمهما الصحيح.

وبناء على ذلك فإن اختيار ولد بونه لمعالجة هذا الخلل ستؤتي أكلها بشكل مضمون، نظرا لطول باعه في السياسة، وتجربته الطويلة في إدارة الهيئات الإعلامية؛ في فترات كان للأعلام الموالي السيطرة المطلقة على المشهد.

هذا من جهة.

ومن جهة أخرى فإن ترأس ولد بونه للحزب في هذه المرحلة سيكون استئصالا للورم الذي عانى منه خلال السنوات الماضية، والذي يرى معظم المراقبين أنه يعود لقيادته من طرف شخص محسوب على التيكنوقراط أكثر منه على الساسة.

فالمدير ولد بونه أحد الساسة المعروفين في شتى أصقاع البلاد، وله وزن وازن في ولايات نواكشوط، كما له وزنه أيضا في منطقة اترارزة، أحد أهم الخزانات الإنتخابية في البلاد، والتي لم يسبق أن ترأس الحزب الحاكم أحد المنحدرين منها.

ومن ناحية إضافية، فإن ترأس ولد بونه للحزب الأبرز في البلاد بعد التحولات الأخيرة، ومسلسل رد الاعتبار للفئات التي طالتها تجاوزات الماضي، الذي أطلق قاطرته رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، سيكون وضعا لصخرة وازنة في مَسَلّة التصالح ومعالجة الغبن والتجاوزات.

ورغم ذلك فإن الرجل يعد أحد أبرز الداعمين للحكم القائم، وأحد أهم وجوه الموالاة، هذا فضلا عن كونه شخصية وطنية تصالحية، يحسب على الجميع، والجميع على نفس المسافة منه.

#ذكدو