انصافا للدكتور الطبيب /محمد ولد ودادي

أحد, 11/14/2021 - 21:52

يعتبرقطاع الصحة و(مُلازمُه، العمل الاجتماعي) من أكثر القطاعات الخدمية حساسية لقربه من هواجس المواطن نفسية كانت أم بدنية، فهو يحتاج وعيا بمسؤولية انسانية جسيمة، وإدراكا لمضامين أخلاقية راقية عظيمة، ومن هذا المنطق جاءت الفروق الفردية في منتسبي هذا القطاع لتَمبز الغثَّ من السمين، والصالح من الطالح، والمستثمر في الإنسان، والمهتم بشؤون الشعوب والأوطان، الذي شغله الشاغل العمل فيما ينفع الناس ويمكث في الأرض.
قد لا تكون القائمة طويلة في المحصلة الجمعية، لكن لا تخلو الذاكرة من "رجال صدقوا ماعاهدو الله عليه " عزيمتهم الأمانة وزادهم التضحية... رجال سطروا - في صمت - سجلا حافلا بالمكرمات والمآثر ورسموا البهجة والسرور على أسارير تجاعيد قوم لاحول لهم ولاقوة، قد ضاقت بهم الأرض بمارحبت وانقطعت بهم السبل ...رجال - والأعمار بيد الله - قهروا هواجس الخوف ودكو قلاع المرض، لا يخافون في الله لومة لائم.

أعرف من هؤلاء طبيبا عامَّا - نال درجة التخصص من الصبر والحكمة والتبصر والتجربة الميدانية – بعد رحلة جد وتعب وكَدِّ بدأت مع صعوبة واكراهات مقاعد الدرس حتى قادته للتغرب خارج الإقليم - ليفنى بعد ذلك زهرة شبابه وعنفوان عطائه شغله الشاغل التخفيف من هموم المرضى والمصابين، واسعاد الأيتام والأرامل والثكلى في أعماق الوطن وطوله وعرضه إنه الدكتور محمد ولد امحمد ولد ودادي.

مارس صاحبنا الصحة القاعدية الرسمية، وبحزم وعزم أدار المراكز الصحية - بلا نكد ولا ضجر- في كبريات تجمعات العاصمة انواكشوط من السكان البسطاء، حيث يتنقل اليه المرضى من كافة أرجاء الوطن، والكل له فسحة من قلبه واهتمامه، كما مارس قيادة مديريات جهوية للصحة بكل عزم وثبات مسجلا صفحات مشرقة في ديوان الخدمة الصحية والعمل الاجتماعي. ليواكب بثقة ونجاح اعداد الكوادر الصحية المؤهلة في مدارس الصحة العمومية، أهلته لمتابعة مشواره المهني المتدرج من خلال التكليف ببعض المهام في هرم القطاع.

لم تستدرج (الدكتور الانسان) نجاحاته الباهرة وعطاءاته الظاهرة، وحجم الإقبال عليه في المكتب والمنزل والهاتف؛ في مزاحمة المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقه بفتح عيادة خصوصية قد تدرعليه بالنفع العميم بل ترفع عن ذلك كله، قانعا بحظه ونصيبه وثمرة جهده، وفاء لوعده واحتراما لعهده.

ولم يكترث أيضا بمُغريات المنظمات الدولية العاملة في المجال الصحي والاجتماعي التي تبحث مثل سجله المهني للاستفادة من مقدراته وتوظيف خبراته ضاربا عرض الحائط بكل حُظوة أوعَرْضٍ قد يزري بعِرض الوطن.

بعد طول تجربة. وانتظار لإصلاح القطاع والرفع من مردوديته، باستثمار كفاءاته واستنهاض همم نخبه... طالعتنا الأخبار باستغناء حكومتنا الموقرة عن خدمات الدكتور ولد ودادي!!! لست أدري كيف يخرج من دائرة وهي في أمس الحاجة إليه!!؟ ...وكيف يغادر منظومة قد لا تستغني عما لديه؟!!

إنصافا للدكتور محمد ولد ودادي - الذي يخطو خطوات ثابتة في ختام مسيرته المهنية، وعطاءاته الطبية والاجتماعية - يحدونا أمل كبير في فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي قطع العهد على نفسه بتحرير الطاقات واستغلال الكفاءات، والانتصار للحق، والانحياز للمواطن ...فحينئذ تبقى الكفاءة في الميزان ...والدرجة لاتهان.

أحمد باب أحمد حم الأمين