السعد ولد الشيخ عبد الله بن بيه يكتب /؟ عن الحرية

ثلاثاء, 11/09/2021 - 19:41

الحرية تساوي الحياة بل هي الحياة! هذا المعنى ينطوي في صلب عقيدة التوحيد ؛ فالإقرار بالوحدانية يساوي التحرر من العبودية لغير الخالق، لذا كانت حرية الإنسان هي قيمة القيم وأساس وجوده وخياراته المصيرية ؛ والإنسان لا يكون إنسانا إلا بقدر ما يكون حرا اعتقادا وممارسة.
لا تستباح حرية الإنسان ولا تصادر إلا إذا فعل ما يستوجب ذلك من شطط أو ايغال في أذية أوإضرار بنفسه أوغيره ، وهنا لا ريب تحد تلك الحرية وتقيد بل وتسلب كما قد تسلب منه حياته التي هي أغلى وأعلى قيمة، وهذا التوازن الدقيق بين راسخ الحرية وكونها أصلا، وبين المسؤولية في ممارستها ، هو ما تشي به نصوص الشرع والقوانين، وهو غير متناقض لمن يفهمون أهمية تنظيم قيمة الحرية لمبدأ التدافع السنني في المجتمعات.
من أهم ما يمكن أن نخدم به حرية الأفراد والمجتمعات ، هو أن نفهم مغزى هذه الهبة العظيمة من الله ، والتي لا يمكن أن تقوم إلا بشروط منها : العلم والمسؤولية والفهم ، بغير هذا تتحول الحرية إلى فوضى ومعول هدم بدل أن تكون عامل بناء ، بل وتتحول إلى عدمية تؤدي للفناء.
في المجتمعات المتخلفة كثيرا ما يساء فهم الحريات ، وبهذا يكون واجب الوقت التوعية بالمفهوم والشروط والبيئة التي نمارس فيها حريتنا .
نذكر هنا بالضوابط الكبرى ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) هذه القاعدة العظيمة واضحة.
والمبدأ الكلي ( لا ضرر ولا ضرار)
...الخ من النصوص العصية على الحصر في أهمية ضبط الكلمة والرأي والسلوك.
- الحرية هي قيمة للبناء الحضاري لمن يقتصدون في الأقوال والأفعال، تستحق التمكين، لكن لمن يقدرون .
الإنسان له الحرية في أن يتكلم وله الحق في أن يصمت وله الحق أن يفعل أو لا يفعل ، كل هذه الحقوق الإيجابية والسلبية ؛تكون لها قيمة بقدر ما تضيف من المصالح فقط.