إحباط محاولة انقلابية في فرنسا

خميس, 10/28/2021 - 18:03

الحقيقة \ نواكشوط \ كشفت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، عن محاولة للانقلاب على الحكومة والرئيس إيمانويل ماكرون، في عملية عرفت رمزيا باسم "أزور".

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته الأربعاء، إن النائب السابق بـ"حزب الحركة الديمقراطية" ريمي داييه، "كان يخطط للانقلاب على الإليزيه بمساعدة شبكة واسعة مكونة من ضباط شرطة ودرك وجيش بينهم ما زالوا في الخدمة ومتقاعدين".

ويعرف داييه (54 عاما) بأنه شخصية يمينية متطرفة تشتهر بإطلاق نظريات مؤامرة، وسبق أن طُرد من حزب الحركة الديمقراطية ذي التوجه الوسطي.

ونقلت الصحيفة عن مصادر ـ لم تسمها ـ قولها إن مخطط داييه "كان طموحا وأحمقا يتمثل في السيطرة على الإليزيه وإنشاء سلطة جديدة من قبل الشعب"، موضحةً أن هذا "الانقلاب" اختير له رمزيا اسم "عملية أزور".

وقال أحد رجال داييه المقربين للصحيفة، من مكان احتجازه: "كانت الخطة السرية بمثابة العملية الأخيرة، وتتمثل في حشد أكبر عدد ممكن من المتظاهرين ثم الإطاحة بالحكومة وهياكل الدولة".

وأشارت إلى أنه "أثناء التحقيقات اكتشف ضباط إدارة التحقيقات أن داييه شكل (تجمعا إرهابيا) له شبكة واسعة من الفروع في جميع أنحاء البلاد".

وتألفت الشبكة من العديد من ضباط الشرطة والدرك والجيش العاملين والمتقاعدين، وبعضهم في الخارج، بينهم مقدم متقاعد يدعى كريستوف م. (63 عاما)، حائز على وسام الاستحقاق الفرنسي، كأمين الجناح العسكري للحركة، وحدد المحققون ما لا يقل عن 36 نقيبا، كل منهم مسؤول عن منطقته.

وفي 19 أكتوبر الجاري وضع داييه - المحبوس منذ أشهر بتهمة التخطيط لعملية خطف فتاة - في الحبس الاحتياطي بشبهة "التخطيط لعمليات انقلابية وغيرها من أعمال العنف".

وفي السياق، وجهت السلطات القضائية الفرنسية اتهامات لـ12 شخصا على صلة بقضية المخطط الانقلابي.

لكن عددا من التحقيقات الأخرى تشير السلطات أيضا إلى صلات داييه بحركات أخرى بينها "النازيون الجدد" الذين كانوا يخططون لهجوم على نزل ماسوني في منطقة الألزاس، شمال شرقي فرنسا.

من جهتها، أفادت شبكة "بي إف إم" الفرنسية، بأن عسكريين سابقين أمروا بتدريب المجندين لإنجاز خطة الهجوم على قصر الإليزيه، المقر الرسمي للرئيس ماكرون.

وأشارت الشبكة أن المهاجمين خططوا لاحتلال البرلمان لاحقاً قبل السيطرة على محطة إذاعية أو تلفزيونية يبثون من خلالها دعايتهم، في إطار تنفيذهم لخطتهم الانقلابية على الحكومة.

يشار أن داييه كان متهما باختطاف طفلة عمرها 8 أعوام بطلب من أمها شرقي فرنسا في ابريل الماضي، لكن عثر عليها سالمة مع أمها في سويسرا بعد 5 أيام من أخذها من بيت جدتها.

وأصدرت السلطات الفرنسية بعدها مذكرة توقيف دولية ضده أثناء إقامته وعائلته في ماليزيا على خلفية "عملية أزور واتهامه بالتآمر والإرهاب" وعليه رحلته السلطات الماليزية بحجة انتهاء صلاحية تأشيرته، وفق تقارير إعلامية.

واعتقلته الشرطة الفرنسية داييه لدى عودته إلى البلاد في يونيو الماضي، فيما ينفي محاميه جميع الاتهامات الموجهة إلى موكله ويقول إنه "سجين سياسي".