محمدو البار / محمدو البار

أحد, 10/17/2021 - 14:23

ما كنت عازما إن اكتب شيئا عن قضية الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم لأن مكان خوف المسلم من فعله هو الآخرة وليست الدنيا ونحن الآن فى الدنيا فلن يقبل الشيطان الذي أذن الله له فى العمل على انحراف الإنسان في أي جهة يمينا وشمالا بمعنى انه لا يرجي تغيير ما تأسس في قلب الإنسان أنه عبادة .قبل أن يصل المرء إلى الآخرة
فالآخرة لا نعرف عنها إلا ما قصه علينا القرآن في شأنها وليس وراءه وراء لأن فيه انه لا يبدل القول لديه فهو مما لاشك في تحقيق وقوعه كما هو.
أما الروايات والحكايات عن الآخرة فهي من متا ع الدنيا الذي قال الله انه يستمتع به حتى حين نهاية كل فرد فتتكشف له الحقيقة وأيضا يمثل الحقيقة كاملة ما ثبت عن الصادق الصدوق صلى الله عليه وسلم وبناء على هذا فلا شك أن الله أمرنا بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم مبينا انه هو وملائكته يصلون
عليه كما ثبت انه صلى الله عليه وسلم قال إنه لا يتم إيمان احد منا إلا إذا كان هو صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه إلي آخره وقصة عمر فى الموضوع معروفة إذن هذا هو ما طلبه الإسلام منا اتجاهه صلى الله عليه وسلم مع إتباع ما جاء به حرفيا.
فإذا كان شخص هيجت فيه شخصيا ذكري مولده احتفالا بذلك مثل حنين الجذع الذي لا روح فيه إلى آخره فذلك يعنى نية الشخص المحتفل بشرط ألا يفعل المتفق على تحريمه أو كراهيته مثل الرقص أو أي تحرك لا يعرفه المسلم في الدين فجبلة إنكار المسلم لشيء لا يعرف الإسلام أمر به تقع تلقائيا
وهذا كله بعيدا أن يكون يوما مطلوب فيه من المسلمين عمل طاعة منفصلة سيثيبهم الله عليها اللهم إلا إذا فهم المسلم من تعظيم اليهود ليوم نجاة موسى بان صاموه فقال الر سول صلى الله عليه وسلم إننا أولى بتعظيمه بالصوم طبعا من اليهود مع انه هو لم يصمه وعظمه هذا الشخص بالصوم قياسا على عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على صيام تاسع المحرم لو أدركه فهذا أيضا اجتهاد بين الإنسان وربه والله هو اعلم بمن اهتدي.
كما أن أي شخص سجد فيه شكرا لله على تفضله على البشرية بميلاده وإرساله لذلك وجه للفهم أيضا داخل أوامر الشرع لأن ابتداء تشريع ديني يثاب عليه انتهي بقوله تعالى :(اليوم أكملت لكم دينكم)
فالعمل هنا فردي يرجع إلى طبيعة كل مسلم فلا أمر به أمرا عاما ولا يجوز إعلانه للمسلمين للعمل به
عملا شرعيا عاما كما هو أعلاه فما هو الحذر إذن ألا وهو أن يدخل الشيطان انفه في الاحتفال غير المأمور به وتكون هذه العبادة ظاهرها لله وباطنها للشيطان والمأسوف عليه في الدنيا أن الجواب لا يكون إلا في الآخرة التي أكد الله في كثير من آياته أن لا رجوع كما قال تعالى عن قول الإنسان عندئذ لو أن لي كرة فأكون من المحسنين.
فالله يقول:( ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم) وانتهى الأمر.
ففي ما هو موجود من عبادة الله والعمل بحبه صلى الله عليه وسلم ويغيظ الشيطان ما يكفى لمن يطلب التزحزح عن النار ودخول الجنة بما نص الله انه يدخل الجنة كما قال تعالى يخاطبه صلى الله عليه وسلم (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعلمون بصير).