لعنة المكان والزمان /? بقلم الدكتور أبي ولد محفوظ

أربعاء, 09/29/2021 - 16:43

ستنفق أغلى سنوات عمرك في التحصيل، وستنفق كل ما تكسبت، وتتكسب بجميع الوسائل لتصل إلى شهادة الدكتوراه، نعم الدكتوراه أعلى درجة علمية، لكن ماذا بعد ؟
لعنة التاريخ والجغرافيا سيلقيان بك في مزبلة بتاريخ ما بعد الألفين وعشرين، وستتركك الجغرافيا تمثالا طينياً أو مغارة لأشباحٍ من آل ثمود، تردِّدُ أنغاما من زمن الشناقطة أيام كانوا بشراً... نعم إنها لعنة التاريخ والجغرافيا مجتمعتين.
وفي المقابل سيركب كل "متزيدن" TX وتكون له أرصدة في البنك بالملايين، وقصر فخم، وشهرة ومكانة عند الناس، يتكلم فيسمع، ويأمر فيطاع، وينطق بالتفاهات فتتناقلها الضفائر واللحى بالاستحسان، وربما تمنى مقامه من ينتسب إلى على وفاطمة، وينتسب لأبي بكر وعمر وجعفر ابن أبي طالب.
لا أدبا ينفع، ولا ثقافة ترفع، ولا أخلاقا تجعل الفرق.
جميع القيم الإنسانية المتفق عليها، بين المسلم والكافر، بين السند والهند والصين وروسيا والولايات المتحدة وغانا..... عدمت هنا بين الزمان والمكان، عُدِمَت في بلاد شنقيط.
ماذا أقول لمن يسألني كيف تركت أرض البظان؟
سأحارُ جواباً من صدقِ القولِ، لهول المشهد إذا وصفته، سأُجْزِلُ الذَّمَ إن صَدَقْتُ، سأذم وأوّبِخُ، سألعَنُ المكان وساكِنيه، سألعن التاريخ والعصرَ ومعاصِريه، سأوبِّخ الساسَة، سَأُسَفِهُ المُرشِدينَ، سألْعَنُ الكُلّ... يا متمالئين.
فقط وباختصار إنها لعنة التاريخ والجغرافيا، إنها سيادة الهمجية وولاية اللامنطق بل واللا أخلاق.

تأملات عاطل