قليل من السياسة . أو غياب السياسة ؟ .. بقلم عبد القادر ولد محمد

اثنين, 09/27/2021 - 07:31

ما هي قيمة ما يعرف بالفاعلين السياسين المحليين بالنسبة للدولة اذا كانوا لا يحسنون من فن السياسة سوى " إنجاح الزيارات الرئاسية " ؟
أعتقد أن هذا هو السؤال الجوهري الذي يجب ان يعرض على صناع القرار في هذا البلد و أن يكون محل تشاور بين الشركاء السياسين.
صحيح أن مسؤولية الأمن العمومي و السكينة العامة في جميع مقاطعات البلد و مراكزه الإدارية تقع في المقام الأول على الإدارة الإقليمية و تلك مسؤولية عظمى يتعين على الحكومة تحمل كل ما يترتب عليها.
لكن غياب العمل السياسي الجاد أدى إلى قطيعة بين المركز و الأطراف حيث صار سواد المواطنين ينظر إلى الساسة الموالين و المطبلين و من تبعهم من المعارضين و الثرثارين إلى غير ذلك من الافواه الضخمة بأنهم مجرد انتهازيين يستغلون مآسي الشعب في مواسم الانتخابات و الزيارات و تجديد الوحدات القاعدية لحزب الدولة آلخ ...
هذه هي الحقيقة العارية التي يتعين علينا الاعتراف بها و الانطلاق منها في ميدان السياسة و التي تجلت بجسدها الممزق في فشل مخططات التنمية المحلية و في رداءة الخدمات العمومية بل في انعدامها في العديد من الحالات. ...
لقد حان الاوان أن لم يكن فات للقطيعة مع الزبونية الا السياسية التي قذفت بتفاهتها في قلب جهاز الدولة فافسدت بذلك الإدارة العمومية و أفسدت السياسة بالمعنى النبيل للمفهوم و ابتعدت في مستنقع المصالح الضيقة بالعمل السياسي بعيدا عن هموم المواطنين ..

عبدالقادر ولد محمد