هوامش على حديث الرئيس مسعود.. ؟! بقلم الحسن ولد الشريقي

أحد, 08/22/2021 - 16:06

ليس من المنصف ولا من المنطق أن نحدد لشخص بحجم الرئيس مسعود ولد بلخير الكلام الذي ينبغي له قوله من غيره؛ ولا التوقيت الذي اختاره للفت الإنتباه إليه بعد غياب طويل؛ إلا أننا بالمقابل لنا الحق في إبداء ملاحظاتنا التي نراها حول حديثه؛ خاصة إذا كان هذا الحديث يمس النسيج الإجتماعي والوحدة الوطنية و الترويج لتجارة انتهت صلاحيتها منذ أمد بعيد..؟!
لقد اختار الرئيس مسعود ولد بلخير لنفسه خطابا لم يعد له ما يبرره في واقعنا اليوم؛ وهو تكراره الممل لمصطلح تهميش الزنوج؛ وكأن الرجل أصيب بخرف؛ وإلا فأي تبرير لذلك الحديث بعد تجاوز جميع هذه الإشكالات ومعالجتها منذي قبل؛ وكأن ولد بلخير يعيد شريط ذكريات أحاديثه في العام 2000..؟!
نهاية أم بداية سياسية لست أدري ما أسميها تلك التي يبدأ بها الرئيس مسعود مشواره النضالي الجديد بعد كبواته العديدة؛ فتحامله على نظام يتولى رئاسة مؤسسة دستورية كبيرة فيه _ رئيس المجلس الإقتصادي والإجتماعي والبيئي _ ولم يقدم إستقالته منه عندما توصل لمؤشره الجديد في إطار تقييم الإنجازات ليس له ما يبرره؛ خاصة وأن الإجماع يكاد ينعقد على عكس ما قال به هو و الثلاثة المخلفون من الأحزاب..؟!
كلام الرجل الذي يخوض به تجربة نضاله الجديدة لا يخلو من بعض التناقضات؛ فعلى سبيل المثال رده على أن تعهداتي ليس برنامجا سياسيا ينافي بيان حزبه الذي دعم من خلاله هذا البرنامج وانخراطه في حملته الرئاسية بعد التمويل الذي خص به التحالف الشعبي التقدمي..؟!
كما أن رد الرجل على سؤال حول عدم مشاركته في لقاء رئيس الجمهورية الأخير مع الأحزاب الممثلة في البرلمان؛ وربط تلك الدعوة بتوقيتها؛ وذلك بكونها أتت بعد البيان الذي وقعه مع حزب تواصل والبقية؛ لا يوحي بأن الأحاديث التي قال بها نابعة من متابعة وتقييم وقناعة..؟!
يتمادى الرئيس مسعود ولد بلخير في أخطائه عندما يحاول التغطية على موقفه الجديد من النظام؛ وذلك من خلال الترويج لعروضه الجديدة وهو تذمر الولايات الشمالية؛ ومطالبة الولايات الجنوبية بالإنفصال؛ وهي أفكار وهمية لا يقبلها الرأي العام الوطني من شخص جاهل أحرى أنتم سيادة الرئيس؟!
كان بإمكان البعض إنصافكم _ السيد الرئيس _ لو لم تخوضوا في حديث كهذا؛ أما وقد غرتكم الحياة السياسية الجديدة فاعلموا أن الوطن أهم من الجميع ولا ينبغي لأي كان المتاجرة بوحدته وتماسكه؛ كما أن اختياركم لموقف الأقلية القليلة من الأحزاب الوطنية التي تقف ضد منطق الإنفتاح الذي يفضي إلي التشاور والحوار سيقضي بكم إلي تأنيب الضمير وأحكام التاريخ التي لن تكون في صالحكم ..؟!