سفير النيجر في الدوحة يثمّن جهود قطر الإنسانيّة في القارة الإفريقية ووساطتها لحل النزاعات سلميًا فيها

أربعاء, 08/04/2021 - 19:39

الحقيقة / نواكشوط / قال سفير جمهورية النيجر في دولة قطر السيد حسن مبارك إن علاقات بلاده مع قطر ممتازة وقوية في ظل رغبة مُشتركة لتأصيل أواصر الصداقة وتنويع التعاون في كافة المجالات ذات الاهتمام المُشترك.

وقال سعادته في حوار مع الراية: إن الرؤية الجديدة لفخامة الرئيس محمد باعزوم، رئيس جمهورية النيجر، وصديقه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المُفدى، هي تأصيل أواصر الصداقة وتنويع التعاون في المجالات الاقتصاديّة والسياسيّة والثقافيّة والرياضيّة.

وأوضح أن تعزيز التعاون جارٍ على أعلى مستوى بين السلطات في الدوحة ونيامي، مُعربًا عن أمله في عقد اجتماعات عمل بين المسؤولين الاقتصاديين من أجل شراكات مُتنوّعة، مع وجود العديد من اتفاقيات التعاون التي نطمح لتوقيعها.

وأشاد سعادة سفير النيجر التي تُعدّ أكبر دولة في غرب إفريقيا، بوساطة قطر الموثوقة لحل النزاعات سلميًا، مؤكدًا أن قطر دولة صديقة لإفريقيا. وأعرب عن ترحيب بلاده بوساطتها لإعادة العلاقات بين كينيا والصومال مؤخرًا.

كما ثمّن جهود قطر الإنسانيّة في القارة الإفريقية قائلًا: إن قطر جهة فاعلة إنسانيّة مهمّة، لا سيما في البلدان النامية مثل النيجر. وإن العمل الخيري للمُنظمات غير الحكوميّة القطرية يحظى بتقدير السلطات والسكان المُستفيدين في النيجر، لافتًا إلى استضافة بلاده أكثر من ٢٦٩ ألف نازح مُعظمهم من نيجيريا، وناشد المُجتمع الدولي والدول الصديقة دعمهم.

وتحدّث سعادة السفير حسن مبارك عن فرص التعاون والاستثمار في قطاعات الطاقة والزراعة والبنية التحتيّة والسياحة والرياضة وغيرها من التفاصيل في سطور الحوار التالي:

بداية، سعادة السفير.. ما تقييمكم للعلاقات الثنائيّة بين قطر والنيجر وتطوّراتها في الفترة الماضية؟
أتوجّه بالشكر في البداية إلى صحيفة الراية العريقة على اهتمامها بعلاقات دولة قطر والنيجر وكافة الدول الإفريقية والعالم وتسليط الضوء على سبل تعزيزها وتطويرها. والعلاقات بين النيجر وقطر ممتازة ومُتماسكة مند استقلال قطر سنة 1971. والبلدان عضوان في الأمم المُتحدة والمؤتمر الإسلامي ويتشاركان أفكار السلام، والعدالة، والاستقرار، والتكافل والتنمية المُشتركة. ومن الأحداث البارزة للتعاون الثنائي، مُؤتمر المانحين لتنمية النيجر في قطر سنة 2007. والاتفاق على تأسيس العلاقات الدبلوماسيّة بين البلدين وتبادل السفراء سنة 2015. وزيارات الصداقة والعمل بين قائدي البلدين سنة 2016 و2017 بالدوحة ونيامي لتعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المُشترك. وآخر التطوّرات في العلاقات الثنائيّة أيضًا هي عودة سفير النيجر إلى الدوحة والرغبة المُشتركة في العمل معًا.

تعزيز التعاون جارٍ على أعلى مستوى بين السلطات في الدوحة ونيامي
نطمح لتوقيع العديد من اتفاقيات التعاون بما يُحقق المصالح المشتركة لشعبينا
قطر صديقة إفريقيا ونثمّن وساطتها لحل النزاعات سلميًا وتعزيز الأمن والسلم الدوليين
أكثر من ٢٦٩ ألف نازح تستضيفهم النيجر ونناشد المُجتمع الدولي دعمهم
تنويع التعاون

وما الجديد على جدول الأعمال المُشترك للبلدين في الفترة المُقبلة؟ هل من اتفاقيات أو مُذكرات تفاهم جديدة؟
الرؤية الجديدة لفخامة الرئيس محمد باعزوم، رئيس جمهورية النيجر وصديقه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المُفدى، هي تأصيل أواصر الصداقة وتنويع التعاون في المجالات الاقتصاديّة والسياسيّة والثقافيّة والرياضيّة. وتقوم السفارة أيضًا بتهيئة الظروف والمُناخ على أعلى مستوى بين سلطات نيامي والدوحة. ونأمل في عقد اجتماعات عمل بين المسؤولين الاقتصاديين من أجل الشراكات المُتنوّعة. ولدينا العديد من اتفاقيات التعاون نطمح لتوقيعها.

ماذا عن تقييمكم للعلاقات الاقتصاديّة وسبل تعزيزها؟
يمكن تقييم التعاون الاقتصادي بين البلدين من حيث الفُرص التي تُقدّمها النيجر في مجالات الطاقة، والزراعة، والنقل، والسياحة والبنية التحتيّة الرياضية وإتاحتها أمام المُستثمرين القطريين من أجل شراكة مُتبادلة المنفعة.

النيجر بلد آمن

كيف تستطيع النيجر إدارة التحديات الأمنيّة ومُكافحة الإرهاب بما يُعزّز جلب الاستثمارات؟
بالرغم من التهديدات الأمنيّة في الساحل، فإن النيجر بلد آمن وجاذب للمُستثمرين من مختلف البلدان. ورغم أنه مُحاط بصراعات، إلا أن النيجر لا يزال نموذجًا في مُكافحة الإرهاب في المنطقة ويضمن السيطرة على وحدة أراضيه بفضل رؤية الحكومة وقدرة قوات الدفاع والأمن لدينا وتعاون السكان. والمحور الأول للعمل الدبلوماسي لفخامة الرئيس محمد باعزوم رئيس جمهورية النيجر هو مُكافحة الإرهاب، لذلك يقوم بتعزيز التعاون العسكري في إطار قوة مُشتركة بين دول الساحل والقوة المُختلطة للجنة حوض بحيرة تشاد وبعثة الأمم المتحدة في مالي. ويمكن التعاون بين النيجر وقطر في جميع مجالات التنمية والقطاعات المُتفق عليها بشكل مُتبادل بين البلدين.

نقدر جهود قطر الإنسانية .. ومنظماتها الخيرية تحظى بتقدير كبير في النيجر
النيجر بها واحد من أجمل المواقع السياحية على قوائم التراث العالمي لليونسكو
إمكانات كبيرة للتعاون في قطاعات السياحة والثقافة والرياضة
النيجر من أكثر البلدان المُشمسة في العالم مع إمكانات كبيرة للطاقة الشمسية
قطر صديقة إفريقيا

كيف ترى اهتمام قطر بتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية الصديقة في مختلف القطاعات؟
قطر دولة صديقة لإفريقيا. وأقام البلدان العلاقات منذ اليوم التالي لاستقلال قطر في عام 1971. وهذا التعاون ينمو ويتنوّع في المجالات الواعدة ذات الاهتمام المُشترك بين البلدين. وإفريقيا بحاجة إلى قطر لدعمها في تنميتها الاقتصاديّة والاجتماعيّة. وعلى الطرفين تكثيف المُبادرات لتعزيز أواصر التعاون في المجالات الاستراتيجيّة التي تراعي الاحتياجات المشروعة لشعبيهما الشقيقين.

جهود إنسانية

كيف ترى دور قطر في مجال المُساعدات الإنسانيّة والوساطة لحل النزاعات سلميًا، مثل وساطتها لإعادة العلاقات بين كينيا والصومال؟
قطر دولة فاعلة ومهمة في العمل الإنساني، لا سيما في البلدان النامية مثل النيجر. وهذا هو السبب في أن العمل الخيري للمُنظمات غير الحكوميّة مثل قطر الخيرية ومؤسسة قطر والهلال الأحمر القطري وباقي المنظمات القطريّة تحظى بتقدير السلطات والسكان النيجيريين المُستفيدين. وتستضيف النيجر حاليًا أكثر من 269 ألف نازح من أكثر من ٧٤ ألف أسرة معظمها من نيجيريا وقرى أخرى. وفي هذا الصدد، تناشد حكومة النيجر المُجتمع الدولي رعاية هؤلاء النازحين. وكجزء من سياسة الحكومة التضامنيّة الجديدة، فإن مساهمة هذه الجهات الإنسانيّة القطرية الفاعلة مطلوبة بشدة. وعلى جميع الدول الأعضاء في الأمم المُتحدة واجب المُساعدة في ضمان السلم والأمن الدوليين. لذلك، فإننا نرحّب ونشجّع أي مبادرة فرديّة أو جماعيّة تهدف إلى تحقيق هذا الهدف، مثل مُبادرة قطر في الأزمة بين الصومال وكينيا، التي رحّبت بها الأمم المُتحدة.

قطاع الطاقة

هل هناك تعاون في مجال الطاقة أو الغاز الطبيعي المُسال؟
النيجر بلد مفتوح في جميع مجالات التعاون مع الدول الصديقة وإمكاناته هائلة في مجال الطاقة. والنيجر دولة مُنتجة للنفط منذ عام 2011 بمتوسط إنتاج يومي يبلغ 20 ألف برميل، سيرتفع هذا الإنتاج إلى 110 آلاف برميل قريبًا، مع إنتاج الغاز المسال من قِبل مصفاة زندر. النيجر من أكثر البلدان المُشمسة في العالم مع إمكانات كبيرة للطاقة الشمسيّة. وتخطط الحكومة الحاليّة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة من خلال بناء سد لتوليد الطاقة الكهربائية ومحطات الطاقة والطاقة الشمسية والتعاون مع قطر في هذا المجال وباقي المجالات.

السياحة والرياضة

ماذا عن التعاون في مجالات مثل السياحة والثقافة والرياضة؟
النيجر بها واحد من أجمل المواقع السياحيّة في إفريقيا، وبعضها مُدرج كموقع للتراث العالمي لليونسكو. إنه بلد مضياف وشعب مُسالم وأمة تعزّزها قيم الإسلام والأخوة – ٢٣ مليون نسمة ٩٩٪ مُسلمون. كما أن إمكانات التعاون بين بلدينا في مجال الرياضة مهمة للغاية كما يتضح من الرؤية الجديدة للحكومة لتعزيز الرياضة عالية المستوى والرياضة الشعبيّة للمُساهمة في تأثير البلاد في الخارج. ومن حيث الإمكانات، لدينا عدد كبير جدًا من فئة الشباب، نبني البنية التحتية الرياضيّة ولدينا لاعبون مميّزون في مجال التايكوندو وكرة القدم.

مونديال ٢٠٢٢

كيف ترى استعدادات قطر لكأس العالم 2022؟ وما توقعاتك لاستضافة مثل هذا الحدث الرياضي الضخم لأول مرة في المنطقة العربيّة والشرق أوسطية؟
بالنيابة عن بلدي، أودّ أن أهنئ قطر أميرًا وحكومة وشعبًا مرة أخرى على هذا الإنجاز في استضافة كأس العالم 2022. إن هذه الدبلوماسية الرياضيّة ستعزّز تسليط الضوء على صورة قطر على الساحتين الإقليميّة والدوليّة، وستعزّز علاقاتها الوطيدة مع إفريقيا والعالم. والاستعدادات تتم على قدم وساق ونتمنّى نجاحًا باهرًا لهذه البطولة الدوليّة، ونأمل زيادة التعاون في المجال الرياضي مع استعدادنا للدعم، كما نأمل مزيدًا من التطوّر والازدهار لعلاقاتنا بما يُحقق المصالح المُشتركة لشعبينا.