هل من سقف للارتفاع الصاروخي في أسعار المواد الغذائية

خميس, 06/03/2021 - 14:00

الحقيقة / نواكشوط / يؤكد مؤشر أسعار المستهلك لشهر إبريل/نيسان ما يعرفه معظم الأمريكيين بالفعل، وهو أن الأسعار آخذة في الارتفاع، خاصة بالنسبة للسلع الأساسية وعلى رأسها الطعام. الأمر لا يتوقف عند الولايات المتحدة الأمريكية وإنما يمتد ذلك إلى معظم المناطق حول العام، لأن أسباب الارتفاع لا تقتصر على أمريكا وحدها.

قراءة «الفاو»

وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، قالت مطلع شهر مايو/أيار الجاري، إن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت للشهر الـ11 على التوالي في إبريل/نيسان، مسجلة أعلى مستوياتها منذ مايو/أيار 2014؛ إذ قاد السكر ارتفاعاً في جميع المؤشرات الرئيسية.

وسجل مؤشر المنظمة لأسعار الغذاء الذي يقيس التغيرات الشهرية لسلة من الحبوب والبذور الزيتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر حول العالم، 120.9 نقطة في المتوسط الشهر الماضي، مقابل قراءة معدلة بلغت 118.9 في مارس/آذار. وكانت القراءة السابقة لمارس/آذار عند 118.5.

وقالت المنظمة «الفاو»، ومقرها روما، إن التوقعات الجديدة تشير إلى نمو في إنتاج القمح والذرة عالمياً في الموسم المقبل.

المواد الغذائية في أمريكا

وبلغ تضخم أسعار المواد الغذائية في أمريكا 2.4% على أساس غير معدل لـ 12 شهراً، وارتفع بنسبة 0.4% في إبريل، وهي أكبر زيادة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2020. وبلغ معدل التضخم الإجمالي 4.2%، وهي أكبر زيادة في 12 شهراً منذ ارتفاعه بنسبة 4.9% في سبتمبر 2008.
وقال سال جيلبرتي، الرئيس التنفيذي لشركة «تيوكريوم فندز» إن أي حيوان تأكله يأكل الحبوب مثل الذرة وفول الصويا وربما القمح أيضاً. وتتبع صناديق الاستثمار في الشركة أسعار الذرة وفول الصويا والقمح.
وأضاف جيلبرتي في تصريحات لموقع «ياهو فاينانس»: «نتوقع أن ترتفع أسعار هذه الحبوب إلى ما كانت عليه في عامي 2012 و2013».
وارتفع مؤشر أسعار الذرة في صندوق «تيوكريوم» بنسبة 43% منذ بداية العام وحتى تاريخه، وزاد مؤشر أسعار فول الصويا بنسبة 24%، و16% لمؤشر القمح.

وأوضح جيلبرتي، أن الزيادة في أسعار الحبوب تغذي الزيادة في الأسعار المدفوعة في محل البقالة.

ويلقي مصنعو المنتجات الغذائية باللائمة في زيادة أسعار الدجاج على نقص العمالة الوطنية وكذلك زيادة الطلب. إلا أن مؤشر «بلومبيرج» الزراعي، الذي يتتبع المنتجات الزراعية الرئيسية، شهد ارتفاعاً حاداً في الأسعار في نهاية إبريل لتصل إلى أعلى مستوى لها في تسع سنوات، كما أدت هذه الزيادة إلى ارتفاع أسعار الخبز واللحوم.

وقال جيلبرتي: «إن فشل المحاصيل في الصين بمواكبة زيادة الطلب يزيد من الضغط التضخمي، وذلك مع تضاؤل مشتريات الصين من مخزونات الذرة وفول الصويا». وأضاف: «إن إمداداتنا العالمية من الحبوب تتقلص وهذا يؤدي إلى ارتفاع أسعارها».

ما بعد الجائحة

من جهتها، أوضحت دانا بيترسون، كبيرة الاقتصاديين في مؤسسة «كونفرنس بورد»، أنه في حين أن بعض هذه الزيادات في الأسعار قد تتلاشى بعد الجائحة، إلا أن بعضها سيستمر.

وأشار جيلبرتي، إلى أن الأسعار المرتفعة للحبوب والطعام ستستمر على الأقل سنة وربما لسنتين، إلى أن تعود المخزونات إلى مستوياتها المعهودة وتنخفض الأسعار.

وقالت شركة «هورميل» للأغذية إن سعر دقيق الذرة ارتفع بنسبة 40%، بينما ارتفعت أسعار فول الصويا بنسبة 15% في الربع الأول مع توقع المزيد من الزيادات.