الثروة الحيوانية و أفق الإنتاج المحلي! / القصطلاني سيدي محمد ابراهيم

سبت, 05/29/2021 - 09:59

نستطيع ان نجزم أن لدى موريتانيا ثروة حيوانية معتبرة ؛ فهو أمر لا يحتاج إلا كبير جهد و لا كثير خبرة.

فقط جولة في الشرق و الجنوب و الشمال كفيلة بأن تجعل صاحبها يقتنع و يعود بأرقام تقديرية معتبرة لهذه الثروة المهمة

غير ان هذه الثروة السائرة على قدميها لن تكون أكثر شأنا من الثروات العائمة في البحار و الغائصة في القفار ؛

ستحتاج إلى ما تحتاجه تلك الثروات من قادة يرعونها و رجال أعمال يستثمروا فيها و نخبة يعملون من أجلها.

ما تزال موريتانيا تصدر الحديد خاما ليعاد إليها مصنعا بأثمان باهظة

و ترسم خريطة مخزونها من الذهب ليخرجه الآخر مقابل عشره

و تأجر شاطئها الغني بالاسماك مقابل مبالغ معدودة للآخر ليغوص في بحرها و يلتقط جواهره.

إن عملية بيع الثروة عملية سائدة في بلدان العالم الثالث رغم مالها من سلبية على الوعي الوطني و رغم ضعف مردوديتها بالمقارنة مع القيمة الحقيقية لتلك الثروات الثمينة.

أما عملية الانتاح و تحويل الخام إلى بضاعة دولية او حتى محلية...فتلك كلمة حظها من الفعل الكتابة في المقالات فقط.

تعد ثروتنا الحيوانية بعشرات الملايين من رؤوس الغنم و البقر و الابل ؛ لكنها مجرد أرقام تسبح في الفضاء الشاسع

إن الإنتباه إلى تلك الثروة من طرف القادة الحاكمين هو إلتفاتة موفقة ؛ خصوصا أنها تنبه الإنسان الموريتاني في أعماقه البدوية على مدى إرتباطه بإقتصاد بلده و إمكانية مساهمته في تنميته.

لكنها لن تخطو إلى الأمام دون إرادة قوية من الساسة الحاكمين و مساهمة كبيرة من رجال الأعمال للاستثمار في المجال.

إننا بحاجة قصوى لإستغلال ثرواتنا كلها إستغلالا امثل ؛ بما فيها الثروة الحيوانية.

بحاجة إليها كي نمتص الارقام الفلكية للبطالة التي تزيد سنويا بآلاف الحاصلين على الشهادات الجدد و العاجزين عنها المقاطعين للتعليم.

بحاجة إليها لتغطي المنتجات الموريتانية من الألبان و مشتقاتها و غيرها ؛ حاجيات البلد و لعلها تصدر إلى الخارج

- بحاجة إليها كي نوفر ميزانيتنا بدخل ذاتي دون أن نلجأ إلى إقتراض مئات ملايين الدولارت لتسجل على الأجيال القادة و تكون عائقا للتنمية .

- بحاجة إليها كي تكون موريتانيا الغنية بثرواتها غنية بمنتجاتها و برجال اعمالها و بسواعد أبنائها

- بحاجة إليها كي تكون العملية الحسابية (الثروة الكبيرة ÷ الشعب القليل) تعطي رقما واقعيا معاشا و ليس رقما خياليا لا يوجد الا في قاعات الدرس و أذهان المثقفين

إن أي ثروة لهذا البلد الزاخر بالثروات ؛ تستطيع أن تضيف مستوى كبيرا من العيش الكريم و تنهي مظاهر البؤس في وطننا إذا و فقط إذا تم توجيهها بشكل مباشر لمصالح الشعب بصرامة و حكمة و مهنية و امانة و بروح وطنية تؤمن بالوطن و تضحي من اجله