السقوف الواطئه وشيفونيتي ؟ بقلم د.محمدعالي الهاشمي

ثلاثاء, 03/23/2021 - 12:42

أعتقد أن إثارة السجال بين المثقفين مسألة صحية، خاصة إذا التزم المشاركون بالحوار الهادئ، ودون غمز ولمز ضد هذا وذاك. ولكن لاحظت أن البعض يحاول استغلال هذه السجالات لتصفية حسابات ضد الخصوم المختلفين عنهم فكرياً، وخاصة ضد أولئك الذين غيروا قناعات تبنوها في وقت ما من حياتهم، ثم تخلوا عنها بعد أن أثبت لهم الزمن أن تلك الأفكار لم تزكيها الحياة المتغيرة على الدوام، فالتغيير سنة الحياة وبالأخص في مجال الأفكار.
وما حفزني أيضاً لدخول في هذا السجال انني امثل نقطة وسط بين الجميع فلست ممن يدفع لهم "افانص" ولست من أقلام النظام القديم والنظام الجديد وبعيد كل البعد من ان أكون اخواني وقلمي ليس مسلط علي وطني ولا أكتب لرغبة "آردكان" ولا "تميم" ولم أصافح في حياتي سعودي او امارتي واكره الصهاينه لكني وبكل بساطه موريتاني شوفيني اعاني من خوف علي عراقة هويتي وأخشى علي نزعتي الموريتانيه المفرطه والموغله في الشفونيه الموريتانيه التي ورثتهامن أجدادي وتربيت وترعرعت عليها وليست مأخوذه من دكاكين الايديولوجيه في مصر وتركيا والأحزاب السياسيه
للاسف من الظواهر العجائبية والمفارقات الغرائبية،التي هي في حاجة ماسة لدراسة معمقة لإسباب انتشارها الواسع والخطيرا في المجتمع الموريتاني، مند ظهور الإسلاميين ، ظاهرة الارتباط العبثي بقضايا الغير والإهتمام بها أكثر من أصحابها–افرادا ودولا- والهوس اللاعقلي في تبنيها والتضامن معها والدفاع عنها، وعلى رأسها قضايا قطر وتركيا ورئيسها والدعاية والتطبيل له، على حساب القضايا المصيرية التي تهم الشعب الموريتاني ورموزه الوطنية، والتي تصر الأخلاق السياسيه المتشبعه بالايديولوجيه النفعيه -التي لا تعمل إلا إذا تعلق الأمر بالنفاق والكذب والسرقة، وتصاب بلإفلاس في غيرها - على ممارسة أقصى درجات الإقصاء والتعتيم ضد الهوية الحقيقية لموريتانيا، لمسخها ومسحها وتعويضها بهوية أخرى مزورة، يتم الترويج لها وتهييء العقول البسيطة لقبولها وخدمتها والدفاع عنها، عبر عمليات الاستلابات الممنهجة، والمغالية في التحزب الممعن في الاحتقار الإجرامي لكل ماهو موريتاني، والمبالغة في التعصب والتحيز له، وعبر غيرها من السولوكات المرضية الكارهة -التي تجمع الناس أكثر مما يفعل الحب والصداقة والاحترام - التي ينشرها الإسلام السياسي عبر نقوش على السقوف الواطئه لإخضاع المجتمعات وتسييرها.
الأمر الذي أوصل الكثير منها إلى هذا المستوى الخطير من المسخ الفكري والعهر الهوياتي والاحتقار الذاتي، المكرس للقلق الوجودي والمعيق للبصر والبصيرة، والذي يضع صاحبه في مأزق الاختيار بين وطنه وغيره، الذي يستوجب مجرد التفكير فيه ولو للحظة المحاسبة والمحاكمة، لأنه خيانة عظمى في حق الوطن والهوية الموريتانيه، التي لا يمكن لأي كان أن يتمتع بها إلا بالاعتزاز والإفتخار بهما والدفاع عنهما وحمايهما من عهر الإستلاب الهوياتي المذل، وغباء الانبطاح والتبعية العمياء المهين، الذي يجعل المشاعر لا تتحرك ولا تنبض إلا من أجل كل ما هو أجنبي عن هموم الشعب الموريتاني ومشاكله الحقيقية، والتي تعطي عنه صورة بشعة ومسيئة لسمعته، والتي صار معه بعض المورينانيين بعد أن سيطر الوعي الزائف والمغلوط على تحليلهم وفهمهم للواقع، نمودجا فريدا للاستيلاب في تاريخ البشرية، كما يتكشف ذلك في تمسكهم المبالغ فيه بالقضايا القطريه والتركية، واعتزازهم برئيسها والدفاع عنه، بل والاستعداد للتضحية من أجله وكأنه قديس أو إلآه .

يا للعار على من احب نفسه ونسى الوطن، ويا للعار على من هرب وترك الوطن... .
المثقف الحقيقي لا يسرق بلاده، فالشهرة والمال لا قيمة لهما مقابل خيانة الوطن. فأنتم كلكم منقسمون على انفسكم من اجل المنصب وكسب المال وخيانة الوطن، والبيت المنقسم على نفسه مهدد بزوالكم قبل الوطن.

والشاعر يقول:
ليس الموت موت المرأ قتلاً ولا قبضاً من الملكِ الرحيمِ
لكن الممات يكون يوما اذا احتاج الكريم الى اللئيم
سيموتون كلهم يا وطني جيفاً ولن تحتاجهم ابداً...فلا تحزن ففيك شباب غض يعوضون لك ما فقدته وما سرقه منك المثقفين المتملقين واعداء الوطن ... وسيدفنون غداً بأكفان بلا جيوب .. يلعنهم الرب والتاريخ والمحن... وتبقى انت مرفوع الرأس يا وطني موريتان ...يا وطن...؟.
تحية للمخلصين من أبناء الوطن ..

الشوفينية هي الإعتقاد المغالي والتعصب لشيء والعنجهية في التعامل مع خلافه

د.محمدعالي الهاشمي