“بيت الرق” في توغو.. من شاهد على مأساة إنسانية إلى منارة للعقول

سبت, 03/14/2015 - 09:22

من ألفونس لوغو ـ “وولد هوم”، أو “بيت الرق”، مكان يحمل في تفاصيله  200 عاما من تاريخ تجارة الرق المقيتة في توغو.. مبنى يختزل تاريخا بأكمله، ويستبطن روايات حزينة ويحتفظ بآثارها من قيود وأغلا وغيرها،

 يحلم اليوم، القائمون عليه بتحويله إلى متحف يستعرض بعض الزوايا الحالكة من التاريخ التوغولي، فيكون منارة للعقول وعبرة للأجيال ووجهة للسياح. الفكرة بحسب “إيدموند آسياكولاي” مرشد “بيت الرقّ” تتمثّل في تحويل هذا المكان الذي كان يعد بمثابة “مركز لتجميع العبيد”، إلى متحف عبر تجديده بشكل كلي ليبقى شاهدا يروي للأجيال القادمة  ما يمكن للإنسان أن يصنع ببشر مثله،

وليستعرض إرث الرقيق وتركتهم بعد نحو 200 عام. آسياكولاي أكّد، في تصريح للأناضول، أنّ “أملنا اليوم هو أن نحوّل هذا البيت إلى متحف نعرض فيه جميع المكونات الموجودة بداخله، وجملة العناصر التي تركها تجار الرق قبل مغادرته”. وأضاف المشرف على المكان في نبرة يغمرها الأسف:”لاحظوا  بأنفسكم، فالحالة التي أضحى عليها هذا البيت تجعل من المستحيل أن يستخدم لعرض أيّ شيء. لدينا العديد من الأشياء المخزنة والتي لا يمكن عرضها بسبب الحالة الرثة للبناية التي ينعدم فيها الأمن”، وذلك رغم أنّ السلطات قامت بترميمه في 2006، بفضل مساعدة جمعية دولية .

 وفي ما مضى من الأيام، كان يطلق على “بيت الرق” بالتوغو الذي يعود إلى القرن 19 و تحديدا إلى عام 1830، “وولد هوم”، ولم يقع اكتشاف الغرض الذي كان يستغلّ من أجله هذا البيت المشيّد في الأدغال، وتحديدا في قرية كانت تدعى “أغبودرافو” تقع على بعد 35 كيلومتر من العاصمة لومي، إلا في عام 1999.

 ويحوي البيت المشيد لأجل تجارة الرق بشكل غير قانوني -والذي حظرته أنجلترا (بإعتبارها مستعمر التوغو) منذ 1807- على مجموعة من الأثاث المتألّف من بعض الكراسي والأرائك والطاولات والخزائن تعود جميعها إلى أكثر من 200 سنة، واستخدمها عبر السنين الآلاف ممن وقعوا ضحايا تجارة الرق إلى  حدود العام 1852. ففي العام 1999، تمكن فريق من الأمريكيين من أصول إفريقية، من نفض الغبار عن هذا المكان،

وذلك خلال بحوث أجروها حول المواقع  المرتبطة بتجارة الرق في منطقة إفريقيا الغربية. وبعد بضعة سنين من ذلك التاريخ، وتحديدا في الثامن من يناير/كانون الثاني 2002، وقع إدراج “بيت الرق” على قائمة منظمة الأمم  المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للأماكن التي تعد “تراثيا ثقافيا عالميا”، فيما تم إدراج هذا البيت في البرامج التعليمية التوغولية وأصبح  قبلة للسياح لا غنى عن زيارته. ويعقب “آسياكولاي” عن ذلك بالقول: “الجميع يرغب في التعرف على بين الرق، السياح كما التلاميذ، يأتون جماعات للتعرف