.png)
.jpg)
الحقيقة (نواكشوط) سلمت الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "اسنيم" الآلاف من عمالها المضربين من قرابة 40 يوما في مدينة الزويرات شمالي موريتاني كشوف روابتهم لشهر فبراير المنصرم، حيث حمل الكشف لتفاصيل لمختلف بنود التعويض، أما النتيجة النهائية للمبلغ المدفوع للعمال فكانت: 00.000.
وتبادل عدد من العمال النكات والطرائف في مقر مناديب العمال حول التصرف في "راتب" هذا الشهر، فيما أكد عدد منهم في أحاديث للأخبار فخره بذلك، لأنه يرى في الكشف الذي حمل أصفارا شهادة "على احترام العمال لكرامته، واستعداده للتضحية من أجل حقوقه".
وقال العمال علي ولد محمد في حديث لموفد الأخبار إلى الزويرات إنه "أنا فخور بهذا الكشف الذي يحمل أصفارا، لقد تخليت عن راتبي لهذه الشهر من أجل كرامتي، وكرامة زملاء العمال، وأنا غير نادم، ولا متردد في المضي في الإضراب حتى النهاية".
وأضاف ولد محمد – وهو يعرض كشفه أمام زملائه في مقر مناديب العمال وسط الزويرات – "أنا على استعداد للتضحية بكل رواتب الأشهر القادمة - وحتى السنوات - من أجل حفظ كرامتي، إذا خسرت هذه الأموال فبإمكاني تعويضها، بل والاستغناء عنها، أما كرامتي فإذا خسرتها فقد خسرت كل شيء".
وأردف ولد محمد: "من أجل كرامتي واحتراما لنفسي ولزملائي أفتخر اليوم بهذا الكشف، وسأحتفظ به مع شهاداتي، إنه في الحقيقة شهادة رائعة".
ثلاثة أصابع
ولد محمد كان يمسك كشف الراتب الذي استلمه مساء اليوم بثلاثة أصابع فقط في يده الأسرى، حيث إن بقية أصابع يده أتت عليها إحدى آليات "اسنيم" العملاقة في عمق أحد المناجم القريبة من مدينة الزويرات.
ويقول ولد محمد إن أصابعه ذهبت جراء حادث عمل لم تأخذ إجراءاته مسارها الاعتيادي، لقد فقدت هذه الأصابع بفعل التفاني والتضحية في خدمة الشركة التي تواجهني اليوم بالأصفار، معتبرا أن الإدارات المتعاقبة على الشركة بحاجة لحقن من الإنسانية لإدراك حقيقة أوضاع عمل العمال في المناجم، والمخاطر التي تحدق بهم، وتهدد سلامتهم، بل وحياتهم ككل.
الاخبار انفو
