العمال يُضرِبون.. وسنيم تنهار (أرقام و معلومات)

ثلاثاء, 02/17/2015 - 20:50

الحقيقة ( نواكشوط ) يبلغ عدد عمال الشركة الوطنية للصناعة و المناجم “سنيم” في الزويرات حوالي اربعة آلاف ما بين عامل و إطار، و حسب مصادر بالغة الإطلاع في الشركة فقد شارك في الإضراب الذي يدخل اسبوعه الرابع حوالي 75٪ منهم، أما موظفو المكاتب فهم من غير المضربين، حيث لا يحق لهم ذلك.

 

و تؤكد المصادر إن نسبه الإضراب في بعض المرافق الحساسة المرتبطة بالإنتاج و الصيانة تراوحت ما بين 90 و 80٪، مما أدىّ لتوقف العمل تقريبا في بعض مرافق الشركة الأساسية.

و أكد المصدر إن إضراب عمال الصيانة جعل نسبة 60٪ من المرافق تتوقف عن العمل بشكل نهائي. ففي امهودات و T14 اضطرت 100 شاحنة للتوقف عن العمل بسبب عدم الصيانة.

أما القطار فقد اقتصرت رحلاته بين الزويرات وانواذيبو على رحلتين يوميا، وهو الحد الأدنى.. وتؤكد مصادرنا في الشركة أن “سنيم” اضطرت للجوء لخدعة في هذا الصدد حيث آن القطار لا يحمل في رحلاته هذه معدنا و إنما “نفايات” وذلك للتستر على تأثير الإضراب.

و اعتبر مسؤول في الشركة، فضل عدم الكشف عن هويته أن المسئلة تعتبر جريمة بيئة و اقتصادية، حيث أن النفايات التي يحملها القطار سوف تلقى في الزويرات، فتتكلف الشركة كثيرا لمجرد “التعتيم” على تأثير الرضراب، ثم تلقي هذه النفايات في السامة في الزويرات، لتضر بسكانها..

و طالب المسؤول بالتحقيق في هذه المعلومات.

و قالت المصادر إن سنيم تعتمد منذ بداية فبراير الجاري على مخزونها في نواذيبو الذي يبلغ 600 الف طن، وهو مخزون يكفي للتصدير لمدة شهر، غير أن الشركة ستواجه مشاكل حادة بمجرد نفاده.

وقد حاول بعض مسؤولي القطاعات في سنيم استخدام بعض العمال غير المضربين في مجالات أخرى غير مجالات اختصاصهم، و أديّ الأمر، حسب المصادر، إلى أضرار مادية وبشرية كبيرة. كما لجأت الشركة لاستدعاء العمال المتقاعدين لاستبدالهم بالمضربين فلم يجدِ الأمر نفعا.

و استغرب المصدر تجاهل الدولة لهذه المشكلة التي تهدد مستقبل أكبر مورد اقتصادي للبلاد.

وقال مصدر عليم في الشركة إن مديرها محمد عبد الله ولد لوداعه لم يزر الزيورات منذ بدأ الإضراب كما لم يسافر إلى نواكشوط و لا خارج البلاد أيضا، و إنما لم يغادر نواذيبو إلى أية وجهة.

و قد رفضت الشركة التفاوض مع العمال رغم أن لديهم محضر التزام من الشركة بزيادة رواتبهم وتلبية مطالبهم. و هو ما يتحجج ولد اوداعه لرفضه بانهيار أسعار الحديد عالميا.

و يقول المصدر المسؤول في الشركة إن ولد عبد العزيز في اجتماعه بعمال اسنيم بمناسبة عيد الاستقلال صرح لهم بأن الشركة لم تعد قادرة على الوفاء بالتزاماتها لهم.. وقد سبّب تصريح ولد عبد العزيز هذا حرجا بالغا لإدارة سنيم التي لم يعد بإمكانها التفاوض على أمر حسمه “الرئيس”.

و قد خلص المصدر إلى أن الشركة تشهد وضعا صعبا لم تعرفه في تاريخها، وهو منذر بتهديد مستقبلها، خاصة في ظل التدهور العالمي لأسعار الحديد.

و قال المصدر أن من أسباب التردي الذي تشهده اسنيم استغلالها في مجال خارج اختصاصها حيث كلفت بتمويل صفقات مشبوهة، و توريطها في صفقة المطار الجديد، وفي حوانيت أمل وشراء الأعلاف للحيوان، وشراء طائرات متهالكة، وتمويل الحملات الإنتخابية، وتقديم “إكراميات” لسياسيين وعسكريين و لبعض الأجانب.

و قال المتحدث لموقع تقدمي الذى اورد الخبر  إن حل أزمة سيتم بيد ولد عبد العزيز وحده، و أن أي حل لا يضمن إبعاد سنيم عن السياسة لن تكون له النتائج المرجوة.