موريتانيا تخنق دبلوماسييها في الخارج "تقرير"

جمعة, 02/13/2015 - 16:55

تسعى دول العالم من خلال السفارات والقنصليات إلى تحسين صورتها أمام العالم والمجموعات الدولية، وهو الأمر الذي يتطلب جهدا كبيرا لا شك يكون المال هو جانبه الأكبر.

موريتانيا ومع الحديث خلال الأعوام الأخيرة عن تحسن صورة البلد الخارجية من خلال رئاسته لعدد من الهيئات الدولية والإقليمية، إلا أن بعض المشاكل التي تظهر بين الفينة والأخرى تكشف عن نقص كبير في تقدير بعض المواقف، وتأثيرها على الصورة الخارجية للبلاد، حسب بعض المراقبين.

فبعد مشاكل الطلاب والمقيمين في الخارج والتي كان آخرها الأسبوع الماضي حين نظم عدد من الطلاب الموريتانيين في الجارة السنغال اعتصاما داخل السفارة احتجاجا على ما يصفونه بمماطلة محاسب السفارة لهم في دفع المنحة الدراسية، وما سبق ذاك من اعتصامات في كل من تونس والجزائر وشكاوى في المغرب وغيرها من بلدان العالم من ضعف أداء السفارات ومماطلتهم في حل مشاكل الطلاب والمقيمين.

يأتي الدور اليوم على السفارات نفسها لتتحول بقدرة قادر إلى عنوان لتلك المعانات بدلا من متسبب فيها، وهي معادلة غريبة حسب مهتمين في عالم البعثات الدبلوماسية.

مصدر شديد الاطلاع داخل البعثات الدبلوماسية الموريتانية في الخارج، كشف في حديث مع ديلول أن أغلب السفارات الموريتانية في الخارج تعاني الآن أوضاعا مالية صعبة، بسبب قرار تم اتخاذه خلف الأبواب الموصدة حسب وصف المصدر، يقضي بنقص المبالغ المالية المخصصة للسفارات في الخارج.

المصدر أكد في حديثه لديلول أن السلطات لم تكتف بهذا الحد، بل قامت بتحييد الجانب المخصص لنفقات المعاش والدعوات بكامله المعروف بـ Frais d'hotel))، وهو الشيء الذي يضع السفارات فى موقف حرج كبير، من حيث التعاطي مع الوفود الدبلوماسية، والضيوف، ويمنع السفراء من القيام ببعض الزيارات داخل البلدان التي يمثلون البلد فيها، ولقاء المسؤولين فيها، خشية أن يقابلوهم بنفس الشيء.

وأوضح المصدر الذي فضل حجب هويته أن غالبية البعثات الدبلوماسية الموريتانية، قامت بإلغاء جميع الأنشطة التي كانت مبرمجة بسبب الضعف المالي، مما أفرغها من مضمونها وجعلها تبقى حبيسة الجدران دون القيام بأي من أدوارها المعهودة.

وختم المصدر الدبلوماسي حديثه بالقول إن السفير اليوم أصبح يتحمل وبراتبه الزهيد معاش العمال في الإقامة من سائقين وخدام وحارسين هذا بالإضافة إلى أسرته، كما أن السفير ملزم بين الفترة والأخرى بإجراء مأدبة عشاء أو غداء لبعض دبلوماسيي قارته أو بلدان التعاون المقيمة محليا معه في نفس الدائرة أو مسؤولي البروتوكول في بلد اعتماده، وذلك ردا منه بالجميل لما يفعلونه له وتأسيا بما جرت عليه العادة في المجال الدبلوماسى،

وتطرح الوضعية الجديدة في حالة عدم تغييرها في وقت وجيز الكثير من علامات الاستفهام حول مستقبل الدبلوماسية الموريتانية.