
حين ننتقد أداء جهة أو مرحلة، فإننا لا نستهدف الأشخاص، ولا ننتقص من أحد، بل نمارس حقّنا المشروع وواجبنا الوطني في النقد البنّاء المسؤول، الذي يسعى إلى تصحيح المسار، لا إلى إثارة الغبار.
أما من قابلوا هذا الموقف بالشتم والتجريح والعنصرية، وانزلقوا إلى الطعن في مكوّنات الوطن، فإنهم لا يُمثّلون إلا أنفسهم، فقد حسموا موقعهم خارج دائرة الكرامة والاحترام ! ولا يُعبّرون إلا عن ضيق أفقهم. فنحن نعتز بجميع مكوّنات شعبنا، ونرى في تنوّعه مصدر قوة وثروة، لا فتنة ولا تهديدًا. ونرفض أن يُتّخذ الاختلاف ذريعة لبثّ الأحقاد أو تمزيق النسيج الوطني.
رسالتي إلى أحبّتي: لا تردّوا على الإساءة بمثلها، ولا تُسيئوا إلى أحد دفاعًا عني. لقد اخترت أن أقف مع الوطن، وأن أقول ما أراه حقًا، وأتحمّل تبعات ذلك بصبر ورضا. أما الإساءة، فقد تولّى الردّ عليها التاريخ، وتكفّل بها الضمير.
وأكرّر بثقة: من لا يحتمل النقد، لا يصلح للقيادة، ومن يفرّ من المحاسبة، لا يستحق الثقة.
﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾
بهذا نؤمن، وبهذا نواجه التحديات، لأن الوطن لا يُبنى بالتطبيل، ولا بالخوف من المواجهة، بل بالصدق، والعدل، والتقدير لكل من يخدمه بإخلاص ونُبل.