د. الدكتور محمد عالي الهاشمي يكتب ؟اليوم الحزين للركن المهيب الشاهد

اثنين, 01/04/2021 - 13:15

تمر علينا اليوم الذكرى الـ14 لرحيل قائداً مسلماً صلباً عربياً عظيماً ، بطل من أبطال الأمة الإسلامية والعربية ، قاهر الأعداء المهيب الركن صدام حسين المجيد ، رجل من أولئك الرجال الذين لن يكررهم التاريخ ، الخالدين في ذاكرة التاريخ ، رمز الحرب والسلم ، ناصر المستضعفين والمظلومين ، لم يكن زعيم عربي فحسب ؛ بل كان قائد اسطوري وزعيم عصري ، كان بمثابة الدرع الحامي للأمة العربية ، الصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات التي تحاك ضد الأمة العربية والإسلامية ، القوة الرادعة في المنطقة العربيه ، لكل الغزاة والأعداء..!
تاريخ إعدامه أصبح ذكرى مؤلمة ، حاضرة بيننا في كل يوم ، حاضرة في قلوب أحرار العالم بأسره من جهة ، وذكرى عز وفخر من جهة أخرى ، لرحيل زعيم عربي رفض أن يخنع للذل والهوان وبيع الأوطان ، مقابل بقاءه في الحكم..!
رفض الخنوع والاستسلام ، قاوم الغزاة حتى آخر لحظة من حياته.. صمد وقاوم.. قدم الغالي والنفيس في سبيل الله ووطنه وعروبته..!!
لست بعثيا؛ وصفة البعثي ليست شتيمه ، بل لم يحالفني الحظ ان أكون بعثيا نتيجه لصغر سني ،وعندما يذكر صدام على مسامعنا اول ما يدور في البال هو حزب البعث، علما أنني لم أزر العراق يوما ولا سوريا، لكن الترحم على صدام حسين، أقل ما يقال حين يذكر رمز البطولة العربية والتحدي، إني كسائر الأنقياء حول العالم، أخشع تماما، حين أتذكر تلك الثواني التي استطالت فيها قامة صدام حسين، وابتلعت كل ما يأفكون : .. (عاش العراق، عاشت الامه العربية، لا اله الا الله محمد رسول الله)
فوجئت الأمة العربية والإسلامية في صباح أول أيام عيد الأضحى المبارك لعام 2006 بنبأ جلل..
لقد تم تنفيذ حكم الإعدام شنقًا لزعيم دولة عربية مسلمة..
لقد أُعدم صدام حسين وبدأ المسلمون عيدهم بمتابعة مشاهد الإعدام التي تم بثها على مختلف المحطات الفضائية، والتي ظهر فيها صدام متماسكًا وهو يصعد إلى منصة الإعدام، حيث جهر بالشهادتين قبيل تنفيذ الحكم..
سادت مشاعر الحزن والأسى والغضب، أجواء العيد في موريتانيا ، جراء تنفيذ حكم إعدام الرئيس صدام حسين.. وغابت عن وجوه الكثيرين ملامح الفرحة بالعيد وكذلك كلمات التهنئة التي حلت مكانها كلمات السؤال عن صدام، والتعبيرات الساخطة والغاضبة أمام الصمت العالمي والعربي لهذا الأمر الذي يتنافى مع القوانين والأعراف الدولية باعتباره أسير حرب..
في ذلك اليوم من سنة 2006 كنت قادما مع الوالد أطال الله عمره بعد أداء صلاة العيد وعند دخولنا للمنزل لتجهيز الأضاحي فإذا بالوالده أطال الله عمرها تبكي وتمنعنا من الفرح بالعيد ومنع ذبح الأضاحي في نفس اليوم لا انسي ذلك العيد اللذي لقبته امي (بعيد الحزن )
ليس هذا فقط بل مزالت تقدم كل سنه بعض الهدايا لمن يحملون اسم (صدام حسين ) وهذا من الأسباب اللذي جعلني أحب صدام حسين بغض النظر عن كونه بطلا من ابطال الامه
وبالرغم من غيوم التضليل والتشويه السوداء وسموم الأحقاد والضغائن الأكثر منها سوادا وقتامة والتي أراد من خلالها العملاء والخونة وحثالات الحثلات البشرية تشويه المعدن النقي الذي جُبل منه صدام حسين المجيد, الاّ أن محاولاتهم جميعا باءت بالفشل الذريع وخابت آمالهم وإضمحلّت قاماتهم, القزمية المشوّهةأصلا, أمام سمو وكبرياء قامته الشامخة كنخيل العراق.
وشأن كلّ العظام في التاريخ لم يكن موته, الذي جاء بعد عميلة إغتيال سياسي مشحونة بكم هائل من الأحقاد الشريرة, الاّ بداية لولادة اسطورة جديدة تُضاف الى تراثنا الثري باجمل الأساطير والحكايات والقصص عن أبطال ورموز أصيلة سوف نتوارثها ونتداولها من جيل الى جيل, الى يوم يُبعثون. وصدام حسين لم ينتهِ بموته, كما توهّم قاتليه السفهاء, بل أنه بدا أكثر تألقا وبهاءا وعنفوانا, وتسامى وإنتشر كالضياء الذي يملأ الأفاق. إنتصر على أكثر الخصوم والأعداء شراسة وبربرية وعنفا وتسليحا رغم أنه كان أعزلا الاّ من قلب عامر بالايمان ونفس أبيّة وإرادة صُنعت من الفولاذ.
أرهب أعداءه وهو في الحكم, وأرعبهم في سوح القتال وخلف قضبان السجون, وهزّمهم وهو أمام محكمتهم الصورية المهزلة. وأذلّ قُضاتهم المأجورين وقوانينهم المشبوهة. حتى جسده الطاهر المسجى هناك في سكون المكان والموت أرعبهم وجعلهم يرتعدون خوفا, رغم أنهم أفرغوا عليه كلّ ما في غرائزهم البربرية ونزواتهم الحيوانية وما ملكت نفوسهم المتوحشة من دناءة وإنحطاط وخسّة ليعبّروا بذلك عن إنتمائهم لفصيلة من"البشر" ما زالت تعيش في الغابات والكهوف والحُفر. وإفتضح أمرهم أمام العالم وإنكشفت صورتهم الحقيقية كقتلة ومجرمين وسرّاق وفاسدين ومفسدين ومصّاصي دماء.
ضحى صدام حسين رحمه الله, بكل غالي ونفيس وإنطبق عليه قول الشاعر"يجودُ بالنفسِ إن صحَّ الجوادُ بها - والجودُ بالنفسِ أقصى غايةَ الجودِ" من أجل أن يبقى إسم العرب شامخا وشعب العربي أبيّا عزيزا مكرّما. وقدّم حياته هِبة لوطن أحبه وعشقه حتى الموت "نحن قومٌ إذا عشقنا مُتنا". وكان العرب قبل غزوه وإحتلاله , يُشار لهم بالبنان ويحسدهم الآخرون. أمه بالمعنى الحضاري للكلمة, بغض النظر عن إختلاف المرء أو إتفاقه مع نظام الرئيس الشهيد صدام حسين المجيد.
يوم إعدامه كان بمثابة انطلاقة مؤامرة تستهدف الأمة العربية والإسلامية ، وبعد رحيله ضاعت العروبة ، واعدمت الكرامة العربية ، وأصبحت المنطقة العربية مقسمة الى ساحات لتصفية الحسابات بين المتآمرين على الإسلام والعروبة ، ومع سقوط صدام حسين المجيد من على منصة الإعدام ؛ سقطت كل الأقنعة في الساحة العربية ، عن كل متواطئ مع المتآمرين ،
فنم قرين العين, أيها الرئيس البطل, فشعبك ماضٍ على العهد وسائر بخطى ثابتة نحو الهدف المنشود, النصر الكامل على قوى الاحتلال والعمالة والفساد والشعوذة, وإعادة الامه, كما كانت بل أحلى وأجمل, الى أهلها الشرفاء المخلصين.

د.محمدعالي الهاشمي