تجمع "ترمَسّة"..من قرية نموذجية إلى قرية أشباح والسبب..؟(صور صادمة)

جمعة, 01/19/2018 - 09:09

الحقيقة ـ تجمع ترمسّة /  الحوض الغربي : عاد مراسل "وكالة الحقيقة الاخبارية" للتو من زيارة لتجمع "ترمسة" التابع لمقاطعة كوبني بولاية الحوض الغربي ,وذلك من أجل الوقوف على ما تحقق لهذا التجمع ولساكنته منذ إنشائه وحتى اليوم , حيث كان هذا التجمع وأمثاله تجسيدا لفكرة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز التي تهدف الى تجميع القرى المتجاورة في مكان واحد يُمكِّن السلطات العمومية فيه من تقديم خدمات متكاملة للمواطنين من : صحة وتعليم ومياه وكهرباء وغيرها....فهل تحققت أو تجسدت تلك الفكرة على أرض الواقع في هذا التجمع ؟

كلا , لم يتحقق أي شيء من ذلك , حيث عمدت السلطات في البداية الى تشييد منشآت ومرافق عمومية وإقامت عددا من البنى التحتية الخدمية في هذا التجمع الوليد ,لكن الزائر له اليوم ـ وبعد سنوات على إنشائه ـ يرى مباني وإدارات تحاصرها الرمال من الجهات الاربع ,وليس بها أحد على الاطلاق ولم يتم استخدامها حتى الآن ,ومركز وحدة الدرك الوطني والمدارس التعليمية مثال حي على ذلك ,وقسْ عليهم باقي المنشآت.

إن الزائر لتجمع ترمسة لا بد أن يصاب بصدمة قوية وبخيبة أمل كبرى حين يرى هذا الشكل من هدر الاموال العمومية بطريقة كان يمكن تجنبها ووجود بدائل أفضل مما حصل.

فما الفائدة المرجوة من مباني أسمنتية من الخرسانة الصماء تسكنها الاشباح والزواحف وسط بحر من رمال الصحراء أُنفقت مئات الملايين من مال الشعب في تشييدها وإقامتها وتُركت لمصير مجهول , وما ينطبق على تجمع ترمسة يسري على جميع التجمعات المشابهة التي أقيمت في نفس الظروف دون تخطيط معقلن أو دراسة جدوى اقتصادية واجتماعية علمية لها .

إن فكرة تجميع بعض القرى المتجاورة في تجمع سكاني واحد كان يمكن تجسيدها بطريقة أفضل لو أنها تمت وفق دراسة متأنية تأخذ في عين الاعتبار ظروف السكان ومتطلباتهم واستعدادهم وتمكينهم من الولوج الى الخدمات الضرورية وتوفير ما يحتاجونه فعليا , وذلك بالتنسيق مع الوجهاء والنافذين من سكان تلك المناطق ,أما غير ذلك فلا يعدو كونه هدرا للمال العام دون مبالاة أو مراعاة للعواقب والنتائج كما حصل في تجمع ترمسة.