كيف نَحمِي شبابَنا من الآثار السلبية للعولمة؟ / إسلمو ولد سيدي أحمد

اثنين, 04/24/2017 - 09:53

في عهد ثورة الاتّصال وتَدفُّق المعلومات، لَمْ تَعُدْ الحِمايةُ التّامّة من "شَظَايَا" العَولَة مُمكنةً.

لقد أصبحَ العالَمُ قريةً واحدةً، بل غُرفة واحدة. إنّ أيَّ حَدَثٍ يَجرِي في أيِّ مكان من العالم، تنقله إلينا وسائل الإعلام والاتّصال-بالصوت والصورة-في اللحظة التي يَقَع فيها.

ما حَدَثَ-في صفوف الشباب العربيّ المسلم- في السنوات الأخيرة من تكرار وتيرة السقوط في "فَخِّ"

ما يُعرَف بالجريمة المنظمة، ليس بمعزل عمّا يجري في العالم. وقد يكون نتيجة لخلل في التربية أو ضعف في المراقبة الأسرية، لمنع الأبناء من استخدام المخدرات أو حُبُوب الهَلْوَسَة أو غيرها. وهو-بهذا المِعيار-أمرٌ عادِيٌّ ومُتوَقَّعٌ، على الرُّغم من أنه غريب على المجتمع العربيّ المُسلم المحافظ على أخلاقه وقيّمِه الفاضلة.

ومع ذلك، فإنّ تزايُد حوادث الإجرام والسَّطْو المُسلَّح في عالمنا العربيّ، يحتاج إلى اتخاذ إجراءات حازمة لمواجهة هذا الخطر الداهم الذي بدأ ينخر جسم الشباب ويقض مضاجع المواطنين كافةً.

إنّ تحصين هذه الفئة العمرية من الإصابة بعدوى الآثار الضارة للعولمة، أصبح يفرض نفسَه أكثر من أيِّ وقت مَضَى.

إنّنا أمام أجيال من شبابنا (سواء أتعلق الأمر ببلادنا أم بغيرها من البلدان) في ريعان شبابهم...تتجاذبهم القوة البدنية، والحيوية، والتهور، والطموح المُحَلِّق-في بعض الأحيان-في عالَم الخيال، ونقص التجربة الحياتية...يقاومون الإغراءات المادية، وشَظَف العيش أحيانا، وصعوبة متطلبات الحياة اليومية...في مجتمع لا يَرْحَمُ، جزء كبير منه (إلّا مَن رَحِمَ ربي) يُقَوِّمُ الإنسانَ بما لديه من أموال وأرصدة مَصْرِفيّة/ بنكية وعقارات !

أَمَامَ هذه الظاهرة المُعَقَّدَة، ذاتِ الأسباب المتعددة والآثارِ المدمِّرة، يجب ان نعمل جميعًا-كل من موقعه-على الحَدِّ من الآثار السلبية لهذه العولمة المتوحِّشة (ما دامت الحِمايةُ التامَّةُ منها غيرَ ممكنةٍ). مع التركيز على حماية الشباب-بصفة خاصة- من الوُقوع في المَحْظُور.

لعلّ من الإجاءات والتدابير الواجب اتّخاذُها، ما يأتي:

1-تَفْعِيل مَهمَّة المَدرَسة والدَّوْر المَنُوط بالمُعلِّم/ المُرَبِي، وتعزيز التعاوُن بين المَدرسة والأسرة (آباء وأولياء أمور التلاميذ) على تربية إنسان صالح يُعوَّل عليه في المستقبَل. مع الإشارة إلى أهمية هذه المرحلة في تكوين النَّشْءِ.

2-تَكْثِيف الإرشاد والتوجيه، من أجل إقناع المجتمَع بأهمية العِلم وما يتطلبه تحصيلُه  من العناية والاهتمام بعملية التعليم والتعلُّم. والحَثّ على الاستقامة، وكسب العيش بالوسائل المشروعة (وهي كثيرة ومتنوعة لله الحمد).

3-التَّوَسُّع في إنشاء مراكز/ إصْلاحِيَّات لتربية المنحرفين (من المراهقين بصفة خاصة) وتأهيلهم وإعادة دمجهم في المجتمَع.

4-تعزيز المَصالح الأمنية المختصة ودعمها ماديًّا ومعنويًّا... لتقوم بمهامّها على أحسن وجهٍ، في ظل دولة القانون. مع التركيز على الوقاية، والتدخلات الاستباقية، وغير ذلك ممّا يتطلبه الوضع.  والله الموفق