الدّولة مهدّدة بالإنهيار الممنهج !!!خديجة سيديا

سبت, 01/14/2017 - 20:20

أعلموا يرحمكم الله، أنّ العالم يُسيّرُ فى نفس الطّريق وأنّ هناك قوى تخطّط لتغييرالخرائط للهيمنة على العالم من جديد، وأنّه بعد خمسين سنة من استقلال الدّول الفتية وكاد أن يشبّ عودها بإشراف الهيئات الدّولية وأساسا الأمم المتحدة، بدأت هذه الأخيرة تنحرف عن مسارها المعلن خدمة للمخطّط الجديد، وما نشاهده الآن من اقتتال وفوضى فى البلدان ليس إلّا مظهرا من المشهد الجديد، بينما تُحضّرُ بلدانا أخرى عن طريق التصادم الثّقافي والفئوي وتفكيك بنيتها المجتمعية والدّينية والأخلاقية تمهيدا لدخولها!

وأنّ هذا الكيان(الدّولة) مهدّد بالإنهيار الممنهج وفقا لما سبق، منذ 2009 عن طريق زرع آليات للتّصادم وترك الحابل على القارب فى كل اتجاه، ظهرت موجة إلحاد منظّمة، بشخوصها وكنائسها ومنظّماتها التبشيرية، ثم تطرّف ديني أدّى إلى حدّ استخدام السّلاح ضدّ الآمنين، وكبح بعض المنظّمات الإسلامية الدّعوية ثمّ زرع بذور فتنة طائفية بدخول نواة التشيّع بإنشاء أوّل حسينية!وأنشأت حركات فئوية تزعم الدّفاع عن حقوق الأرقّاء والزنوج بتأطير ودعم سخي من المنظمات والهيئات الدّولية ولم يمنعها عدم وجود الإطار التّشريعي والقانوني، فتمّ التّعامل معهم خارج القانون لحاجة فى نفس يعقوب! واكتمل المشهد التفكيكي بحصّة حكومتنا ومشاركتها فى الهدف بترخيص أحزاب فئوية حتى للعنصر الأبيض!

صاحب هذا الوضع انهيار فى التّعليم، انتشار لمؤسسات إعلامية تساهم فى تراجع الوعي بل تكريس التّخلف،عدم العدالة الإجتماعية، الفقر المدقع، الإستبدا وغياب القضاء، فساد الفساد والنهب الذى عمّت به البلوى!

بعض المنظمات غير الحكومية تمثّل أذرغ غربية تعيث فسادا!

ـــــ نشأت منظمات مجتمع مدني يقوم عليها أناس ليسوا بذلك الوعي الفكري الذى يمكن أن يعي ما وراء الشّعارات المعلنة، ويفكّ شفرة الأهداف المَخفية، هدفهم الأوّل جمع المساعدات المالية من منظّمات دولية تعطي مقابل برامجها التى تزعم أنّها تقدّمية ولأجل الحفاظ على حقوق الإنسان وأنّها تساعد فى التنمية التى ترتكزعلى تطوير العقليات والمفاهيم للنهوض بالمجتمع، ولكن إلى أين؟ إلى حيث يريدون، فكانت منظمات حقوقية، والمدافعة عن الأسرة، والصّحة الإنجابية وحقوق المرأة والطّفل والأقلّيات....إلخ، يتسابقون إلى برامجها للألفية، وأولوياتها التى تدعمها بسخاء، فى حين أنّه توجد أولويات لنا لا تهمّهم ومن قدّم برنامجا حولها لا يحظى بالدّعم، وليس من رأى كمن سمع، أنا لديّ اعتماد منظّمة غير حكومية منذ2003 وعملت لثلاث سنوات فى المجال حتى اطّلعت عل خباياه ثمّ أوقفت العمل فيه، ومازلت احتفظ بالإعتماد!

فتح المجال آنذاك على مصراعيه ودخل فيه الكثيرون( ألاف المنظمات) وأكثريتهم من متوسط التعليم إلى ضعيفه، فتعاملوا معهم، نظموا لهم دورات تكوينية على توجهاتهم وأهدافهم حتى وصلوا مرحلة النضج بعد عشر سنين من التّأطير، والآن أصبحنا أمام فصيل منّا يحمل أفكارهم وينوبهم فى تحقيق أهدافهم فحملوا المشعل، وتقدّموا لسنِّ قوانين لتغيير بنية المجتمع الأخلاقية والدّينية والمجتمعية، وليس قانون النّوع والصّحة الإنجابية إلّا مثالين على ذلك!

ضعف دور قادة الرأي فى المجتمع:

ــــ وفى المقابل ميّعت الهيئات التّوعوية من أحزاب وصحافة وامتلأت بكلّ غثّ من منعدمي الضّمير!

وأفسد المال السيّاسي كل المبادئ والضّمائر الحيّة وما تبقّى أوعزه الحرمان والتّهميش والعجز عن لعب أيّ دور!

ــــ تمّ تنظيم الأئمة فى سلك وظيفي بأجور، والعلماء فى هيئات أكثر مردودية مالية من سابقيهم لوضع اليد عليهم جميعا!

ــــ أصبح للنظام مقرّبون من المشايخ يوجههم طبقا لأهدافه ووفقا لمصالحهم الخاصّة، وارتمت هيئة المحامين فى أحضان النّظام، وأحيانا تلعب تكتيكات ومناورات لجلي الأثر: تحرص على المشاركة فى مسيرات النّصرة وتطالب بإعدام المسيئ وهي أوّل من يعرف المسطرة القانونية المنتهجة والتى لا تؤدّي إلى إعدامه ولا توضّح ذلك للرأي العام!

ــــ والهدف الموجّه الآن إمّا صدام ديني تغذّيهِ نفس المصادر تدعم الإتّجاهين الإلحادي وسن القوانين المخالف للشرع،ومن جهة مشايخ ومسيرات النّصرة ونتابع جزء من معاركه على الفيس وفى صالونات والبرلمان !

وإمّا فئوي أكتملت أركانه بكيانات عرقية من كل فئة وتخطّى تنسيقه الحدود الإقليمية وتتم تغذيته مادّياومعنويا من نفس المصادر!

ولم يبق لهذا الكيان (مورتانيا) لتلافي الإنهيار والتّفكيك إلّا بعض نخبته التى هي خارج التّموقع وفوق المصالح الضّيقة وعلى مستوى من الوعي يخوّلها فهم ما يجري ويجبلها على التحرّك السّريع فى نطاق عمل ميداني إصلاحي لتلافي الوضع وإلّا فعلى الوطن السّلام!