لقاء وحوار مع الكاتبة السعودية أسماء الهاشمي

خميس, 05/07/2015 - 09:55

السعودية أسماء خيرهم الهاشمي، مفكرة سعودية وكاتبة، ونجمة متألقة في عالم الفكر والكتابة، فهي تكتب بقلم ماسي ومداد ذهبي، وتحمل فكراً رزيناً ومتزناً وراقياً، وتتمتع بالصراحة والجرأة، والشخصية القوية، إضافة إلى الذكاء الحاد، حديثها ممتع وشيق وراقي وصادق، تعبر فيه بكل ود عن خلجات نفسها ووجدانها وعواطفها الجياشة، كان لي معها هذا الحوار الايجابي والبناء، كعادتي مع كل من أحاورهن من الكاتبات والأديبات، كان سؤالي الأول لها هو:
@-الرجاء التعريف بشخصيتك من حيث الحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي والعمل ومكان الإقامة والهوايات واي معلومات أخرى ترينها مناسبة؟؟؟؟
أنا أسماء خيرهم الهاشمي من الاسرة الشريفة المتواجدة في السعودية وموريتانيا ووالدتي من الاسرة الشريفة المغربية،أهلي من أبي بني هاشم، ثقافتي فرنسية، إقامتي الدائمة في الإمارات العربية مع أهلي، كنت أخصائية نفسية في احد المراكز التأهيلية، والآن معالجة نفسية وسلوكية واستشارية ونفسية وأسرية، وأحضر للماجستير في الحضارة والإعلام بحكم أبحاثي في الأمراض النفسية، وبالحضارة والبيئة وتأثيرها على الإنسان وحالته النفسية وبالنسبة لهواياتي فانا أستاذة فن، ارسم لوحات زيتية مقتصرة على مناظر الغروب والشروق، وكذلك مهتمة بالخط العربي واعلمه، وقمت بعدة معارض، وهوايات الرياضة حاصلة على درجة الرابعة فوق الحزام الأسود وفي السباحة منقذة ومدربة.
@- ما هي هواياتك؟
من هواياتي الفنية رسم اللوحات الزيتية مقتصرة على مناظر الشروق والغروب،وكذلك مهتمة بالخط العربي. ومن هواياتي الرياضية،أحب كثرا من الرياضيات المختلفة وكنت أمارس جلها:مثل الجمباز وركوب الدرجات والفروسية والتزلج، وبالنسبة للاحتراف لاعبة كراتي وفي السباحة أيضا أهتم بالألعاب المائية والغوص أحب اكتشاف الأعماق وما يحمله من كائنات حية، ومؤخرا حصلت أبحاث جديدة علمية كسرت حاجز التوحد عند الطفل من ناحية التواصل والسلوك أيضا، وكذلك مع مرضى الاكتئاب والمعاقين ذهنيا وبدنيا ومن منهم يعانون أيضا من مشاكل المفاصل، حيث أثبتت هذه الدراسات العلمية الحديثة أن الدلافين تتواصل فيما بينها بطريقة خارجة عن نطاق السمع البشري، فهي تتواصل بطريقة تتبع صدى الصوت لدى الدلافين. فبعض الدول في العالم مثل الولايات المتحدة والمكسيك واليابان وأستراليا وتركيا والإمارات العربية اتخذت هذا المنهاج العلاجي مثل مركز دبي للتوحد حيث أظهر نتائج مذهلة وملحوظة، وحققت نسبة علاج ناجحة في خوض هذه التجربة. فشدني هذا الموضوع جدا والآن في خضم الشروع في هذه الأبحاث علميا وعمليا.
@-ما هي الأفكار والقيم والمباديء التي تؤمني بها وتدافعي عنها؟
من مبادئي أني لا أعترف بالحدود..كل البلدان أوطاني..ولا أعترف بالجنسيات..كل الناس أهلي وأحبابي..وكل الشرائع والديانات والاتجاهات عباداتي..وما أدافع عنه هو حق كل كائن في هذا الكون بأن يحظى بحقه في هذه الحياة.
@-ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة الرجاء ذكر كل شيء عنها؟
بالنسبة لقراءاتي وكتاباتي فهي جلها في مجال علم النفس ، حيث أتابع الجديد في الأبحاث والنظريات التي تتغير حسب الأحداث والمعطيات الأخيرة،وبالنسبة للأدب والشعر بحكم أنني نشأت في بيت علم وشعر وأدب ، وتأثرت بوالدي رحمه الله كنت أعز شخص لديه وأقربه ، وكان يحثنا دائما على أن تكون همتنا عالية على قدر نسبنا وسنة نبينا واتباع نهجه وحفظ كتاب الله ، فمن أبياته التي كان يرددها لنا :نفسي أرنت بما تبديه من أرب في راحة الجسم لا ينفك في عجب فقلت صبرا على ما الدهر جار به وأسمعي بيت شعر قيل الأدب الجسم يتعب قدر النفس والنسب مهما علت وعلا فالجسم في تعب، كما استهوتني كتابات بديع الزمان الهمذاني في مقاماته لما تحمله من طابع البلاغة الكتابية شعرا ونثرا،وجمال الكلمة والرسالة الهادفة وبأسلوب فكاهي بسيط يصل للقارئ. فالعلم والتعلم لا ينحصران في مجالات معينة أو محددة،فالعلم بحر من العلوم مهما غرفنا منه لا ينفذ ونحن مطالبون من خالقنا بالعلم والتعلم وكما قال محمد ابن إدريس الهاشمي الإمام الشافعي رضي الله عنه : من كل علم تعلم تبلغ الأملا ولا يكن لك علما واحدا شغلا فالنحل لما روت من كل نابتة أدت لنا الجوهرين الشمع والعسل فبالعلم نحيا بعد موتنا كما يقول الإمام علي سيد البلغاء والمتكلمين كرم الله وجهه: الناس من جهة التمثيل أكفاء أبوهم آدم والأم حواء ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء فقم بعلم لا تطلب به بدلا فالناس موتى وأهل العلم أحياء.
@-ما هي مضمون كتاباتك ولمن تكتبي من فئات المجتمع؟؟؟؟؟؟وهل لديك مؤلفات مطبوعة او منشورة؟؟؟؟؟؟
مضمون كتاباتي لذوي الاحتياجات الخاصة، والمرضى النفسيين، والأحداث، ونزلاء السجون، عندي أبحاث كثيرة في هذه المجالات، ومقالات في هذه المواضيع، ومطبوعاتي في طور الإعداد، مع دكتوراه في الإعداد في الجريمة والمجتمع.
أخصائية نفسية وسلوكية واستشارية أسرية وأخصائية معتمدة في التشخيص النفسي من خلال خط اليد والتوقيع (علم الجرافولوجي). وأقوم بماجستير في الحضارة والإعلام بحكم أبحاثي عن علاقة الأمراض النفسية بالحضارة والبيئة وتأثيرها على الإنسان وحالته النفسية.

@-ما هو رأيك بوضع الطفل العربي بشكل عام، من كافة النواحي الصحية والاجتماعية والتعليمية والترفيهية. وهل الطفل العربي يلقى العناية اللازمة من أنظمة الحكم العربية والمؤسسات الخاصة ؟ وهل أنت راضية عن تشغيل الأطفال في أعمال تدر عليهم دخلا ماليا؟
وضعية الطفل في بعض الدول العربية وحتى غير العربية وضعية مزرية على جميع المستويات الأمنية والصحية والتعليمية فآلاف الأطفال يفقدون حياتهم بسبب الحروب والعنف والفقر والحرمان..ويتعرضون لأبشع أنواع القهر..وفي مجتمعات أخرى تتعرض الفتيات القاصرات للزواج المبكر وخدمة البيوت والذكور منهم أيضا في الأعمال الصعبة من أجل كسب لقمة العيش وآخرون يتعرضون للتشرد لانعدام المأوى والكنف العائلي. أما الأطفال المعاقين فهم أكثر اضطهادا وحرمانا من حقوقهم الشرعية التي سنتها جميع الديانات والأحكام الوضعية، فتراهم منبوذين وغير مرحب بهم في جميع الأماكن الحياتية.
@-ما هي نظرتك لوضع المرأة بشكل عام وللمرأة الإماراتية بشكل خاص .من النواحي الاجتماعية والثقافية والتعليمية، وهل المرأة العربية حققت أحلامها وطموحاتها وحريتها، وما هي طموحات المرأة العربية التي تسعى لتحقيقها ولم تتحقق ؟
إن المرأة بشكل عام من قبل الإسلام كانت في وضعيات مختلطة حسب الأعراف والتقاليد والقبائل والديانات المختلفة ،فتارة نجدها أكثر تحررا واستقلالية وأحيانا رمزا للآلهة وقدسيتها، وتارة أخرى قمة الاضطهاد والعبودية، كتجارة الإناث أو وأدهن أو حرمانهن من جميع حقوقهن الإنسانية، وبعد الإسلام كذلك هناك مجتمعات اختلطت عليها المفاهيم الدينية الحقيقية بين الأعراف والتقاليد والاتجاهات الأخرى السياسية ، من المرأة تحرم من حقوقها الشرعية والدستورية، فناضلت المرأة بكل قوتها وشهت تحديات عظيمة مكنتها من استعادة الكثير من حريتها وحقوقها الشرعية وأثبتت جدارتها على الساحة السياسية والثقافية. وبالنسبة للمرأة العربية في الإمارات العربية المتحدة فهي تحتل المركز الأول عربيا و103عالميا من بين دول العالم في حقوق المرأة، والدستور الإماراتي يضمن المساواة بين الرجل والمرأة..ومازالت المرأة العربية لها طموحات عديدة تناضل لأجل تحقيقها في جميع المجتمعات العربية.
@-ما هي أسباب الإعاقات الجسدية الموجودة بين الأطفال العرب وما هي نسبتها من وجهة نظرك الشخصية ؟ وهل ذوي الاحتياجات الخاصة يلقوا الاهتمام المناسب من أنظمة الحكم العربية؟
الإعاقة الجسدية والعقلية لا تعرف جنسية ولا موقع جغرافي معين ، فهي آفة يتعرض لها كل الأطفال أو الأشخاص في العالم ، سواء في الدول المتقدمة أو المتأخرة،فتجد أطفال مصابين بإعاقات مختلفة وتتمثل أسبابها من تأثيرات بيئية وتخلف حضاري وعائلي، وبعض الأمراض المعدية، ومن المواد الكيميائية والإشعاعية والحوادث والصدمات التي تسبب تلفا بالمخ ، وكذا سوء استخدام العقاقير أو الحمل الغير المكتمل. وبالنسبة للتصنيفات الإكلينيكية المعروفة عند أصحاب الاختصاص، فالإعاقات المصحوبة بالاضطرابات العقلية مثل التوحد الطفولي أو عيوب في الكروموسومات مثل متلازمات داون.وأيضا الإعاقات السمعية والبصرية، وكضعف البصر أو انعدامه فيعتبر أيضا من الإعاقات الجسدية خصوصا وإن كان حادا والتي تكون أسبابها إما خلقية أو خدش القرنية والخدوش الصلبة أو أمراض العيون المرتبطة بمرض السكري وجفاف العين وهذه الحالات كلها تعتبر إعاقات دهنية وجسدية.وبالنسبة لأغلب الدول العربية وما تعانيه من ظروف قاهرة جعل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لا يحظون بحقوقهم الشرعية .وبحكم وجودي وتعايشي مع وضعية وحياة ذوي الاحتياجات الخاصة بدولة الامارات العربية فلقد خصت هذه الفئة بعناية خاصة وأقرت بحقوقهم دستوريا وفي 29 ديسمبر2009تمت المصادقة على الاتفاقية الدولية الشاملة والمتكاملة لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقات ،فهي أصبحت تضاهي الدول النامية أو تفوقهم أحيانا مما توفره من وسائل تسهل حياة الإنسان المعاق باختلاف إعاقاته وحجمها ،وبوسائل تقنية عالية الجودة ، وكذلك جعلت كل المرافق داخل الدولة مخصصة بأماكن تلبي حاجة الإنسان المعاق وتسهل عليه الحياة المعيشية، مثل المواصلات العامة والخاصة مثل القطارات والحافلات وسيارات الأجرة كلها مزودة بتقنيات مضافة لها خاصة بحالتهم ، وكذلك مواقف السيارات والأماكن الترفيهية والحدائق والأماكن الرياضية بما فبها الملاعب والمسابح حيث يحظوا بحياة مرفهة وكذلك تعليميا تبنت سياسة الدمج في مدارسها والإرشادات الأسرية والاجتماعية لكيفية التعامل مع هذه الفئة ومساعدتها مع كل فرد في المجتمع ومن حيث العلاج والتأهيل فعلى يد خبراء أكفاء واختصاصيين في المجال النفسي والتربوي من جميع أقطار العالم.
@-من هو الشخص الذي يمكننا اعتباره معاقا جسميا حتى يستحق خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة؟
كل أنواع الإعاقات الجسدية والعقلية الخلقية منها أو المكتسبة فهي تستحق الخدمة الخاصة بها على حسب حالتها ورعايتها بالوجه الصحيح.
@- شعاري يقو : وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل ماهو تعليقك على هذه المقولة وعل أنت معها ولماذا ؟
نعم أكيد معها والعكس صحيح أيضا لكن مجمل القول نستطيع دائما أن نجد النقيض والنسبة تختلف. فكم من نجاحات النساء ورائهم رجال بمعنى الرجال. وكم من نجاحات الرجال وراءها نساء وأيضا بمعنى النساء، والأمثلة كثيرة وكثيرة جدا.
@-ما هي أحلامك وطموحاتك التي تتمنى تحقيقها وتسعى لتحقيقها ولم تحقيقها بعد؟
طموحاتي كثيرة جدا وحققت ما استطعت والباقي الكثير والكثير أطمح له ومازلت لم أحققه لكن أسعى إليه بكل ما أملك من قدراتي لإدراكه، فعندي حلم من صغري وقد وعدني أبي بتحقيقه لي لكن أدركته المنية قبل أن يفي بوعده لي.وهو أن يكون عندي مكان في اي بقعة في العالم ويكون كبير وكبير جدا يستطيع أن يأوي جميع الفئات من المجتمعات ويضم أماكن للعلاج والتأهيل والتعليم وبابه مفتوح لكل إنسان في هذا الكون بلا شرط ولا مقابل ، وأن يكون لكل شخص يريد تطوعا أو عطاء أو عملا يهبه لهذه الفئة تكون له ظروف مهيأة لذلك ، لأني متأكدة أن كل إنسان داخله روح طاهرة وطيبة ومستعدة لمساعدة الآخر بما عندها وبلا مقابل.
إنتهى موضوع لقاء وحوار
مع الكاتبة السعودية أسماء الهاشمي