ما أجمل الحياة لولا وضاعتكم / سيدي علي بلعمش

سبت, 03/23/2019 - 18:49

على بعد أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية و بعدما نهبوا كل ما في خزائن الدولة، بدؤوا يتفننون في سرقة الزمن الآتي من خلال توظيف أبنائهم و أقاربهم و أصهارهم و معارفهم في حملة مسعورة ، راح ضحيتها أحد أهم و أنبل أبناء البلاد و أحد أكبر كوادرها في المجال الاقتصادي و أكثرهم نزاهة و استقامة. كان يؤرق اللصين المحتالين ولد اجاي و ولد كمبو ، أن يبقى بعدهما في الوزارة لأنه يمسك كل أسرار و أدلة جرائمهما و نهبهما و انحرافهما و هو الرجل الذي لا تملك أي جهة في البلد أي ورقة ضغط عليه ، لا أهل و لا أصحاب و لا رئيس و لا وزراء و لا يخاف أمنا و لا قضاء..

كانت رسالته التي تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي ، شهادة براءة .. كانت شهادة فخر و امتياز و وفاء لأمانته و لوطنه .. كانت شاهدة كاملة المعايير على انحراف ولد كمبو و ولد اجاي و نذالتهما و وضاعتهما.. كانت أهم تاج فخر و امتياز حمله ابن لهذا الوطن منذ تأسيسه و في أصعب مرحلة من تاريخه.

"لن آخذ أناسا من الشارع (لا يحملون من الشهادات سوى أنهم أقاربكم) لأجعلهم على رؤوس أطر اقتصاديين أكفاء أفنوا أعمارهم في خدمة الوزارة". هذا ما قاله المهندس محمد سعيد ولد أحمد ولد عبدي في رسالته بتاريخ (19 مارس 2019) ردا على "الوزير" الحقير ، غير مبال بما سيكلفه ذلك.

كانت رسالة ابنته التي تداولتها وسائل الاتصال الاجتماعي، مؤثرة بصدقها و صفاء اعتزاز صاحبتها بمآثر أب لا يستبدل سمعته و أمانته بحفنة من وسخ الدنيا و كانت تدل على أنه كان يزرع ما يؤمن به في ثقافة أبنائه و في تربيتهم ، فبماذا ستفتخر ابنتك يا ولد كمبو غير ماركة هاتفها النقال أو ماركة علبة ماكياج والتها؟

هنا يختلف الرجال و هنا تختلف الدول و هنا فقط تتفوق طفلة بكلمة فخر على بلد كامل بأطره و مثقفيه و شعرائه و علمائه : فما أجمل الحياة لولا وضاعتكم.